تسببت حوادث الاختناق بالغاز منذ بداية العام في وفاة 123 شخص وإنقاذ 664 آخر من موت محقق بعد تعرضهم للاختناق عبر 53 تدخلا. واعتبرت مصالح المديرية العامة للحماية المدنية الحصيلة ثقيلة مقارنة من نفس الفترة من السنة الماضية. شرعت اليوم مصالح المديرية العامة للحماية المدنية، عبر كامل التراب الوطني، في حملة تحسيسية للوقاية من أخطار الاختناق بالغاز تستمر أسبوعا. وقال مدير الاتصال بالمديرية العامة للحماية المدنية، الرائد فاروق عاشور، في تصريح ل''الخبر''، إن حوادث الاختناق بالغاز تسببت العام الماضي في وفاة 253 شخص، كما تم إنقاذ 1094 شخص من موت محقق وذلك عبر 606 تدخل في حوادث الاختناق بالغاز. وبحسب نفس المتحدث، فإن سكان الولايات الواقعة في الهضاب العليا هم الأكثر تعرضا لاختناق الغاز بسبب صعوبات الظروف المناخية في هذه المناطق المتسمة ببرودة الطقس خلال فصل الشتاء، ويتعلق الأمر بولايات سطيف، برج بوعريريج، المسيلة، باتنة، الأغواط، النعامة والبيض. وأرجع نفس المتحدث الأسباب التي تؤدي إلى الاختناق بالغاز إلى طبيعة آلات التدفئة التي عادة ما تكون مغشوشة وتفتقد إلى المواصفات الأمنية وتظهر عيوب تلك الآلات المستوردة خلال تركيبها، كما أن طريقة تركيبها من قبل أشخاص غير مختصين يؤدي إلى تسرب الغازات المحترقة، إلى جانب عدم تنظيف سكان العمارات قنوات صرف الغاز المحترق والتي تتسبب فضلات الطيور المهاجرة في سدها. وقال مدير الاتصال بالمديرية العامة للحماية المدنية إن الشروع في حملة تحسيسية من أخطار الاختناق بالغاز مبكرا هذا العام بسبب بداية تساقط الأمطار مع تسجيل برودة في الطقس، رغم أننا في فصل الخريف ويفصلنا عن فصل الشتاء أزيد من شهر. ويرى مسؤولون بمؤسسات توزيع الكهرباء والغاز تحدثت ''الخبر'' إليهم بأن حالات الاختناق بالغاز، لا يكون سببها غاز المدينة بحد ذاته، بل الغازات الناتجة عن احتراقه، وبالأخص أول أوكسيد الكربون. وتتسبب أشغال التحويلات في السكنات إلى غلق فتحات التهوية التي تبقى ضرورية. وأكد أحد المختصين في توزيع الغاز بالعاصمة بأنه يجب التفرقة بين الأسباب الحقيقية لهذه الحوادث، فهي مرتبطة بالغاز، لكن السبب الرئيسي، بحسب المتحدث، هو الغازات المحروقة، وبالأخص أول أوكسيد الكربون، الذي يتسبب في الاختناقات والوفيات. وهو لا يتكون فقط من الغاز الطبيعي، بل مصادره مختلفة، بحيث ينتج عن عملية احتراق غير تامة. بمعنى عندما يكون نقص في الأوكسجين في الغرفة أو المكان الذي يتم فيه استعمال الجهاز. وممكن أن ينشأ عن طريق الفحم وينتج عنه غاز أول أوكسيد الكربون القاتل. ويوصي نفس المسؤول بضرورة تهوية الأماكن التي تستعمل فيها مختلف الأجهزة الكهرومنزلية التي تعمل بالغاز الطبيعي أو غيره. ووجوب صرف هذه الغازات عن طريق قنوات تسمح بذلك.