تسجل حوادث تسربات الغاز بمختلف أنواعه لاسيما غاز مونوكسيد الكاربون عددا كبيرا من الضحايا كلما حل فصل الشتاء بسبب عدم احترام شروط السلامة في المنازل، لاسيما توفير التهوية، إلا أن أجهزة التدفئة المتوفرة في السوق الوطنية يبقى لها جزء هام من المسؤولية نظرا لعدم مطابقة العديد منها للمعايير الدولية.ويتزايد عدد الضحايا في كل سنة رغم الحملات التحسيسية التي أطلقتها كل من الحماية المدنية ومصالح شركة سونلغاز كانت آخرها شهر أكتوبر الماضي، حيث تم التحذير من استعمالها ودعت إلى تشديد الرقابة على استيراد ''أجهزة الموت هذه''. ويرجع المختصون سبب تسرب الغاز واختناق العديد من الأشخاص لعدم توفر المعايير المطلوبة في عدد كبير من هذه الأجهزة التي تدخل السوق الوطنية لتباع بأسعار منخفضة وهو ما يؤكده حجز وزارة التجارة لأزيد من 5 آلاف مدفأة مغشوشة في الأشهر القليلة الفارطة. وليست أجهزة التدفئة المستوردة هي وحدها المسؤولة عن هذه المأساة التي تذهب ضحيتها سنويا العديد من الأرواح، بل تضاف إليها المدفئات التقليدية التي يصنعها بعض الحدادين بأبسط الوسائل ودون مراعاة أدنى شروط السلامة والتي يتهافت عليها المواطنون خاصة في المناطق الريفية نظرا لأسعارها الزهيدة. ويرجع بائعو هذه الأجهزة المطلوبة بشكل كبير في فصل الشتاء أسباب حوادث الاختناق إلى تهاون المستهلك والاستعمال غير السليم لأجهزة التدفئة وعدم المبالاة بشروط السلامة وأخذ الحذر والحيطة، فضلا عن نقص الكفاءة لدى مركبي هذه الأجهزة التي كثيرا ما يتكفل بها فرد من الأسرة دون الاستعانة بمختص في المجال. ويعترف بعض التجار بوجود أجهزة مغشوشة مسوقة حتى على مستواهم، محملين المستوردين مسؤولية ما ينجر عنها من مخاطر، فضلا عن غياب الرقابة بالشكل المطلوب على مثل هذه الأجهزة الحساس، ودعا المصالح المعنية كوزارة التجارة والجمارك إلى تشديد الرقابة على ما يستورد من الأجهزة التي يشكل سوء استعمالها خطرا على سلامة وحياة المواطن ومنها أجهزة التدفئة والأجهزة الكهرومنزلية بصفة عامة. ودعت مصالح شركة سونلغاز من جهتها على لسان مديرها العام، الهيئات المختصة لتشديد الرقابة أكثر على مستوردي وباعة مثل هذه الأجهزة التي لا تحتوي على أي تحصين أمني ضد تسرّبات الغاز، محذرة المواطنين من مخاطر الاختناق بالغاز بحثهم على أخذ الحيطة والحذر والتهوية المستمرة للمنازل والبيوت. نفس الانطباع سجل لدى مصالح الحماية المدنية التي تؤكد على خطورة أجهزة التدفئة المغشوشة المتداولة في السوق والتي تسببت حسب - نفس المصالح - خلال سنة 2011 في مقتل ما يقارب 140 شخصا من بين 157حالة اختناق على المستوى الوطني.