كشفت مصادر من وزارة التجارة أن هذه الأخيرة راسلت قبل أسبوعين الجمعية الجزائرية لترقية وحماية المستهلك في شأن بحث إمكانية تسويق قهوة ممزوجة بالسكر في السوق الجزائرية مع وضع ملاحظة ''توريرفاكتو''، باللغة الأجنبية على علب القهوة في السوق، لكن طلب الوزارة قوبل بالرفض من الجمعية، في وقت يتعرض فيه الوزير بن بادة الذي يجري اجتماعات متواصلة مع متعاملي القهوة بهذا الخصوص، إلى ضغوط يحاولون إقناعه فيها بشرعية مطلبهم· استشارة وزارة التجارة للجمعية الجزائرية لترقية وحماية المستهلك، جاءت بعد أن كشفت الأخيرة قبل أيام عن قائمة ماركات القهوة التي تحترم نسبة مزج السكر في القهوة وتوصلت إلى أن متعاملا واحدا فقط في الجزائر من يحترم المقاييس الدولية (2 بالمائة من كمية القهوة المعلّبة)· ويقول رئيس الجمعية بوشقيف معمر أن الوزارة ''استشارتنا حول إمكانية تسويق قهوة جديدة في السوق، من حيث كيفية التعليب ومضمونه، إذ تريد طرح قهوة من طرف متعاملين يُكتب عليها باللغة الأجنبية ''توريرفاكتو'' وتعني ممزوجة بالسكر بنسبة تفوق 2 بالمائة، إلا أننا رفضنا ذلك لكون هذا اللفظ غريب على ثقافة الجزائريين وقد لا يدركون معناه الحقيقي، وبالتالي يبقى خطر الإضرار بصحة المستهلكين قائما· وأرسلت هذه المراسلة للجمعية منذ حوالي أسبوعين تقريبا، في وقت سبق للوزير بن بادة وأعلن في تصريح ل ''الجزائر نيوز'' أنه على اتصال مستمر مع متعاملي القهوة في الجزائر، حيث رفعوا له مطلبا يتضمن الترخيص لهم بتجاوز نسب السكر في القهوة، كما هو معمول به في الخارج حسبهم وأنهم استثمروا أموالا كبيرة في ماكينات تقوم بإنتاج هذا النوع من القهوة، وهو ما لم يشأ الوزير بن بادة الموافقة عليه خارج القوانين المنصوص عليها في التشريع الجزائري والدولي، والمحدد لنسب السكر في القهوة، إلا أن مصالحه تريد مخرجا لهذه القضية بتوسيع استشارة تستهدف إلى حل توافقي· وتفيد معلومات قادمة من أبراج باب الزوار، أن الوزارة استدعت مؤخرا المتعامل نزيار في هذا الشأن لكن دون أن يتسرّب فحوى هذا الاستدعاء· ولكن حسبما تسرب من الوزارة، فإن إطارا فيها استقبل المتعامل نزيار منفردا دون باقي المتعاملين، وتقول معلومات أخرى أنه سيعقبه لقاء آخر مع كافة المتعاملين· وتنهي جمعية ترقية وحماية المستهلك، أنها لا تعارض مبدأ الزيادة في السكر بالقهوة ''إذا كان ذلك معلنا بشكل واضح جدا على علب التغليف وبلغة يفهمها كل الجزائريين''، وأنها تعارض فقط الطريقة التي يطرحها المتعاملون ''التي بصراحة فيها شيء من التضليل''· يأتي هذا في وقت أشارت تقارير إعلامية منذ يومين فقط إلى بيانات نشرتها منظمة الصحة العالمية تؤكد إصابة عدد كبير من الجزائريين بالسرطان جراء القهوة المسوقة في الجزائر·