حارس المنتخب الوطني لكرة القدم، وهاب رايس مبولحي يحمل السلاح، الأمر ليس مجازا، بل حقيقة وقعت في مدينة بنغازي الليبية، حيث شارك حارس مرمى المنتخب في المونديال الأخير، الليبيين فرحة الاحتفال بالذكرى الأول لاندلاع ثورة 71 فبراير والتي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي الذي استمر إثنين وأربعين سنة. وتنقل الحارس وهاب رايس مبولحي، رفقة فريقه سيسكا صوفيا البلغازي، للمشاركة في دورة كروية احتفالا بذكرى اندلاع الثورة الليبية، حيث أقيمت تلك الدورة في مدينة بنغازي عاصمة الشرق الليبي بمشاركة فريقي الأهلي والنصر التابعين للمدينة نفسها. لكن زيارة وهاب مبولحي إلى ليبيا لم تكن حدثا عابرا، بل صحبته إشاعات تناولتها بعض المواقع الإخبارية عن مجموعات في شبكة الفيسبوك مفادها أن الحارس الجزائري غير مرغوب فيه، بسبب الموقف الملتبس للدبلوماسية الجزائرية من ثورة 71 فبراير الليبية قبل تحقيق نصرها بإعلان مقتل العقيد القذافي في شهر نوفمبر من السنة المنصرمة. ورغم أن التهديد لم يكن رسميا إلا أن إدارة فريق سيسكا صوفيا البلغاري والجهة المنظمة أخذته على محمل الجد، واتخذت إجراءات أمنية صارمة بخصوص أمن الفريق البلغاري وبالخصوص أمن حارسه مبولحي، حيث أن الآلاف من الليبيين شاهدوا مباريات الدورة الودية في الملعب، كما أن الفندق الذي أقام فيه الضيوف يقع في حي شعبي من الصعب التحكم في مداخله ومخارجه في الظرف الاستثنائي الذي تمر به ليبيا، حيث أن السلاح بمختلف أنواعه منتشر بكثرة وقد تحدث مفاجأة في أية لحظة. وبلغت الإجراءات الأمنية المشددة مداها بالخصوص مع مبولحي الذي سيضطر للعودة إلى صوفيا ليسافر بعدها إلى باريس للالتحاق بتربص المنتخب الوطني استعدادا لمباراة غامبيا في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، حيث نُصح بألا يسافر لوحده من ليبيا إلى الجزائر ثم باريس ليبقى وسط المجموعة التي اتخذت بشأنها إجراءات أمنية غير مسبوقة، في تلك الدورة الكروية التي تأتي سنة كاملة بعد توقيف البطولة الليبية اضطرارا مع اندلاع الثورة التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي. والحارس وهاب رايس مبولحي الذي تعرض للتهديد، بدا أنه ماض في تأييده للثورة الليبية، حيث لم يبال بالمخاطر وشارك الليبيين فرحة الاحتفال بذكرى انطلاق ثورتهم، والأكثر من ذلك وبسلوك رمزي مثير، حمل مبولحي سلاح الكلاشنيكوف تعبيرا منه على مشاركة الثوار الليبيين فرحتهم، إنه الوجه الآخر لمبولحي بعيدا عن ملاعب كرة القدم.