هل يمكن أن تعطينا فكرة عامة عن هذا العرض؟ هذا المشروع هو تقديم لإنتاج شريط فيلم وثائقي روائي جاء في إطار تعزيز صورة المرأة السياسية في الجزائر والمغرب وتونس، يروي قصة فاطمة التي تقابل مجموعة من النساء صاحبات القرار أو صانعات مسارهن ونجاحاتهن في مختلف المجالات، لكن الفيلم في حد ذاته هو محمل النقاش وهناك أيضا صور فوتوغرافية ومعلقات لشخصيات نسائية سياسية نحاول أن ندرس فيها مقاربة تشاركية بيننا وبين الحضور وبين أعضاء الجمعيات التي نحن في شراكة معهم في الجزائر. خلال متابعتنا للفيلم الوثائقي شاهدنا نموذج المرأة في الفنانة التشكيلية والمهندسة الفلاحية والطبيبة النفسانية، على أي أساس تم اختيار هذه النماذج؟ هذا الاختيار جاء في إطار مشروع للتكوين والنقاش مع الناس التي تهتم بقضايا المرأة، يجب الانتباه إلى أي صورة نشاهدها، فهي صور مبنية بطريقة كاملة وليست قريبة للواقع، ومهما كانت قريبة لا يمكن أن تعكسه، وهي ليست نماذج تمثل المرأة الجزائرية فقط، بل هن ثلاث نساء يحكين عن تجاربهن ونظرتهن لنفسهن وللمجتمع. لاحظنا في هذا العرض أنه تم اختيار المرأة من النخبة المثقفة، لِمَ لم تقدموا لنا صورة المرأة التي تعيش في الجبل مثلا؟ يأتي هذا في ظل ظروف إنتاجية للفيلم، وهو يحكي عن نوعية من نساء النخبة، فنحن لا نعرف كيف وصلن، فربما لم تكنّ من النخبة، إضافة إلى أننا رأينا في ومضات المرأة الفلاحة ثم نساء كن يجمعن الزيتون، ويشتغلن وظائف يقلن عنها في العادة إنها وظائف للرجال. خلال النقاش تحدثت عن المساواة وقلت إنها لم تطأ على أرض الواقع،ما دليلك على ذلك؟ المساواة التي تحدثنا عنها ليست محاكاة، كما يقول البعض، وإنما هي مساواة في الفرص والحقوق والواجبات، فالمشكل أن هناك مناصب يمنع على النساء شغلها لأنهن ناقصات معرفة أو خبرة أو لأنهن نساء فقط، فكفانا تمييزا على أساس لون أو عرق أو جهة أو جنس، فغريب أن نجد بلدان كالجزائر أو تونس أو المغرب لا توجد فيها مساواة بالرغم من وجود نساء في تاريخهن قدمن الكثير لبلدهن. ماذا يحضر مركز ''الكوثر''؟ هناك عدة مشاريع تتيح فرص جديدة للنقاشات واللقاءات حول كل ما يخص البحوث الخاصة بقضايا المرأة في الوطن العربي، وعمل آخر يخص تنمية وتقوية المرأة للمشاركة في المشاريع المختلفة، والمواضيع التي تنادي بالعدالة والمساواة لتحقيق الحرية في الحياة المدنية.