يبدو أن الحسابات اختلطت في رأس حماري التعيس لذلك لمحته يكلم نفسه دون أن يعير وجودي اهتماما وعندما صحت به قال ساخرا.. لم أجد رأس الخيط·· قلت.. هذا ليس بالجديد عليك فأنت دائما هكذا مبعثر ولا تعرف ما تريد؟ نهق نهيق مخيفا وقال.. العالم كله امخلطب ونحن.. أين نحن من كل هذا؟ ضحكت بخبث وقلت.. نحن مع رسائل ال ''أ أم أس'' المزعجة التي تذكرنا بالمسؤولية تجاه الوطن والمواطنة وتؤكد لنا أن المقاطعة هي فعل غبي·. سخر من كلامي وقال.. دائما مشاكلنا على قد تفكير مسؤولينا الذين يفعلون كل ما بوسعهم للحفاظ على قيام السلطة.· قلت.. وهل تريد أن نعيش مشاكل أخرى؟ قال.. أعوذ بالله.. نحن لا يمكننا أن نكون إيران التي هددت وتهدد لأنها تملك القوة، هل تعرف أنها أوقفت تصدير النفط لفرنسا وبريطانيا وقررت أن تبيع بترولها لزبائن جدد؟ قلت ضاحكا.. لقد فهمت عمك الآن.. أنت تقارن ما لا يقارن أيها الحمار التافه، كل بلد على يعيش على قدر اهتماماته. قال.. ومتى يصبح اهتمامنا في النووي والقوة الحقيقية. قاطعته بأسف.. لا تذهب بعيدا يا حماري، ليبيا التي أدخلوها جهنم طالبة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.. هاهي أصبحت بعد عام مجرد افحمةب مشتعلة وصارت أرضا للصراع والموت. ضرب بذيله يمينا وشمالا وقال·· لماذا تقارننا بالأسوأ.. ارفع رأسك وانظر لمن هم أحسن منك.. لا تقارن بلادنا ببلادهم، لأننا على الأقل لم نسلم نفسنا للناتو ولم نستبح أرضنا للأجانب. قلت.. مهما يكن ولكن رغم كل ما يحدث عندنا فنحن أحسن من غيرنا. نهق من جديد وهو يصرخ.. أين هو هذا ''الأحسن'' الذي تراه؟ أن يأخذوننا من أذاننا إلى صناديق لا ندري عنها شيئا؟ قلت·· سبحان الله، كل الجرائد تتكلم عن المرشحين وأنت لا تدري شيئا؟ رفس الأرض رفسا وقال.· أريد التغيير، كرهت·· مليت من هذه الوجوه.