عُرف دوما بتحفظه وابتعاده عن الأضواء ويوصف بأنه أحد أقوى رجال جبهة القوى الاشتراكية، لم يعرف نضالا سياسيا خارجها طيلة حياته، رغم كل المطّبات التي مر بها هو اليوم في المرتبة الثانية في قائمة العاصمة، وهي مرتبة لا يحتلها إلا أكابر الشخصيات في كافة الأحزاب السياسية·· ''الجزائر نيوز'' أجرت دون موعد مسبق دردشة مع كريم بالول الأمين الوطني المكلف بالعلاقات الدولية، على هامش نزولها إلى المقر لمعاينة التحضيرات للإعلان النهائي عن قوائم الترشيحات· البعض يتحدث عن وصول احتجاجات وطعون من تيزي وزو وبجاية إلى المقر العام تعبيرا عن رفض بعض ممن يتصدرون القوائم؟ نعم هناك احتجاجات وهناك طعون، وإلا فإننا نكون قد خرجنا عن القاعدة النضالية التي تتأرجح مواقفها بين مؤيد ومعارض، لكن ما أود قوله هو أن الأمر ليس بالصفة التي يصورها البعض، فلا وجود لحافلات تقل المناضلين، كل ما هو موجود أن الفدراليات الولائية والفروع تقوم بنقل الطعون إلى اللجنة الوطنية للترشيحات لدراستها ولابد أن يتم ذلك في العاصمة· ما يصنع الحدث في الأفافاس هو أن القاعدة ترفض متصدري القوائم بتيزي وزو وبجاية من خلال الطعون وليس مجرد حراك كما تصوروه، هل هذا صحيح؟ أنا أستغرب كثيرا عندما أسمع مثل هذا الكلام، من هذا الذي قابل القاعدة في جبهة القوى الاشتراكية وقالوا له جماعيا أننا نعارض متصدري القوائم· هذا كلام عارٍ من الصحة، كل ما هنالك هو أن بعض المناضلين يعترضون على عدم ورود أسمائهم ضمن القوائم وهذا أمر طبيعي، والرهان الذي تريد جبهة القوى الاشتراكية رفعه هو مناقشة لجنة الترشيحات كيفية استعمال آليات صياغة القوائم، ولا نخفي أن هذا نقاش صعب ويتطلب صرامة وعملا متواصلين· الهدف من عملية دراسة الطعون كلها هو إقناع الفروع والفدراليات ومنها مناضلينا طبعا بأن العملية الميكانيكية لوضع القوائم تمت بطريقة سليمة· معناه من المتوقع أن تشهد رؤوس القوائم تغييرا رغم أننا على بعد 48 ساعة من الآجال النهائية لإيداع ملفات الترشيحات لدى الإدارة؟ ربما قد يكون ذلك، نحن نعمل على القضية بكل حزم، فكل الذين تراهم في مقر الأفافاس من أصحاب الطعون ما عدا عشرون شخصا الذين يشكلون لجنة دراسة الطعون ستنتهي عملية الدراسة والفصل في الطعون اليوم في منتصف الليل أو ربما في الساعات الأولى للصباح (الحوار أجري أمس) على أن تبقى المدة من الآجال المحددة فترة لإيداع الملفات· مناضلونا لم تكن طعونهم مستهدفة للأشخاص، بل كل مناضل وهذا حق يطمح في أن يكون ضمن مراتب جيدة، فهناك 40 بلدية في البويرة من الطبيعي أن تعمل كل بلدية على دعم مرشحها لمرتبة جيّدة، فنحن لا نفرض على القاعدة أشخاصا أو مناضلين معينين، وإلا كان ذلك جنونا· فهل يُعقل أن نضع مثلا أصدقاء لنا في تيزي وزو ضد إرادة مناضلينا؟·· هذا استخفاف بجبهة القوى الاشتراكية التي ليس من شيمها السياسية مثل هذه التصرفات· أن نفعل ذلك، يعني أننا تجاهلنا القاعدة وفرضنا الأشخاص وهذا انتحار وجنون لا علاقة له بالأفافاس، وكأننا نريد دفع المناضلين إلى مغادرة الأفافاس، فنحن لا يهمنا البرلمان بقدر ما يهمنا الأفافاس ما بعد البرلمان· أنت رقم 2 في العاصمة وليس رقم واحد، و كان بالإمكان أن تكون حتى في المقدمة يرى البعض؟ إذا كنت تريد أن تعرف موقفي من المرتبة التي أنا موجود فيها بقائمة العاصمة، فأقول لك أنني لم أطعن في المسألة كما فعل آخرون، إننا نعمل على قدم وساق لكي نكون في مستوى الرد على الطعون، وهذا هو الرهان وليس أي شيء آخر، العمل حاليا يتجه في هذا الباب ونتمنى أن ننهي العملية بإقناع مناضلينا بسلامة الاختيار من حيث آلياته الميكانيكية· كريم بالول كان دوما ضمن الفريق القيادي للسكريتارية لكن لم يُطرح يوما أن يكون سكرتيرا أولا، رغم أنه مؤهل من حيث الخبرة، هل قرار الابتعاد عن المنصب شخصي؟ المناضلون أصناف في الأحزاب وكذلك الأمر بالنسبة لجبهة القوى الاشتراكية، من تقلدوا منصب السكرتير الأول مؤهلون أكثر مني، أما أنا فلدي ما يحول بيني وبين المنصب، وفي اعتقادي ليس هناك في جبهة القوى الاشتراكية من لم يستحق منصبه عندما كان على رأس السكريتارية الأولى· حتى كريم طابو؟ حتى كريم طابو أولى مني واستحق المنصب الذي شغله·