ستخرج جبهة التحرير الوطني من الانتخابات التشريعية ومعها أمينها العام عبد العزيز بلخادم أقوى من ذي قبل إذا حافظت على ريادة الترتيب بين الأحزاب السياسية، خاصة إذا كان فوزها لا يحتاج إلى تحالفات مع أحزاب سياسية للحفاظ على الأغلبية. هذا السيناريو قائم ومحتمل جدا، خاصة وأن تسرب أخبار عن الديوان الوطني للإحصائيات وهو مؤسسة رسمية ويفترض أن تكون محايدة، وضع الحزب العتيد في مقدمة الأحزاب الفائزة بالانتخابات. وتسرب عن الهيئة ذاتها أيضا أن استطلاعا للرأي من المحتمل أن يكون قد تم إنجازه لفائدة وزارة الداخلية، لتحضير السلطات نفسها لأية مفاجئة انتخابية إلا أن النتائج جاءت محافظة على الخارطة السياسية. ويرى ملاحظون أنه من المنطقي بل والمنتظر أن تحافظ جبهة التحرير الوطني على ريادتها اكون موقعها عند الناخبين من موقع رئيس الدولة ورئيس الجبهة معا والذي يعني أي تقهقر لحزبه بأن صورته قد تصدعت''· ومن هذا المنطلق، عملت جبهة التحرير الوطني منذ ربع الساعة الأخير للمسار الانتخابي على تحسين صورتها وترميمها بشكل يجعلها تظهر خلال الحملة الانتخابية في صحة جيدة. لقد كان التغيّر الفجائي لموقف منسق حركة التقويم والتأصيل السابق صالح قوجيل نقطة محورية في خدمة صورة أفلان بلخادم، حيث ظهر أنه ابتعد عن التقويم لعدم واقعية مطلبهم القاضي بتنحية بلخادم عشية الحملة الانتخابية مثلما سبق وصرح، وهو ما كان يهدف ظاهريا إلى دفع المترددين إلى التزام خط بلخادم في الصراع وكسب بعض القواعد بعد الضربة القوية التي سددتها جماعة عبد الحميد سي عفيف وبوجمعة هيشور التي جمعت توقيعات أعضاء اللجنة المركزية لسحب الثقة محرزة هدفا سياسيا ثقيلا. إلا أن استدراك بلخادم كل ذلك بحملة منظمة وخطاب واقعي باستراتيجية اتصال جديدة هي الأقوى بكل موضوعية بين الأحزاب السياسية يجعل بالإضافة إلى ما سبق و''البركة الشعبية'' ذات الثقل المعنوي على الوعاء الانتخابي للرئيس بوتفليقة، كلها عوامل لا تزال صالحة كأوراق لعب لحفاظ الجبهة على تاجها الانتخابي في التشريعيات· في هذه الحالة ستظهر الأفلان مقابل قوى الممانعة الداخلية أكثر قوة، وهو ما لا يتوقعه كثير من خصوم بلخادم الحديثين، كون اللعبة لن تكون في الصناديق بل في الحملة الانتخابية المضادة، ولكن إلى اليوم فحتى البيانات المنددة بقيادة بلخادم للحزب تدعو إلى ضرورة التصويت على الأفلان·· وهذا أيضا نقطة في كفة الجبهة المترشحة·· فهل تفعلها الجبهة رغم الداء والأعداء، أم سيكون لأزمتها الداخلية أثر يخالف توقعات المطمئنين·· الإجابة لن تكون قبل العاشر ماي·