وجهت حركة التقويم والتأصيل، أمس، خلال ندوة صحفية، نداء لكل المناضلين والمناضلات بدءا من الوزراء، لحسم مواقفهم تجاه الأزمة في جبهة التحرير الوطني، تحسبا لمؤتمر استثنائي· وندّدت الحركة بالمهرجان الذي سيقيمه جناح عبد العزيز بلخادم بالقاعة البيضاوية السبت المقبل، معتبرة أنها حملة انتخابية رسمية يقودها بلخادم، مسبقا، ضد إرادة المناضلين، موضحة أنه ''من الصعب أن يترشح في المستقبل أيا كان باسم الجبهة للرئاسيات القادمة''· تعارض الحركة التقويمية تحويل مناسبة أول نوفمبر الوطنية ''من قبل جبهة التحرير الوطني إلى مهرجان سياسي المراد منه الدخول في حملة انتخابية رئاسية مسبقة، وهو ما يعكف عليه الأمين العام عبد العزيز بلخادم''، يقول المنسق العام لحركة التقويم والتأصيل صالح قوجيل· وأوضح المتحدث، أمس، بالمقر العام للحركة التقويمية الذي حظي مرة أخرى بتغطية الإذاعة والتلفزيون الجزائريين، أن المهرجان بالقاعة البيضاوية ''تقرر كرد فعل على الندوة الوطنية التي عقدها المناضلون والمناضلات المخلصون يوم 13 أكتوبر الماضي''، مبديا رفض الحركة التام تسيييس ''تاريخ وطني يشترك فيه كل الجزائريون والجزائريات· اجتماع محافظين أم تزكية بلخادم للرئاسيات؟ وأوردت مصادر ل ''الجزائر نيوز''، أن بلخادم يواجه مقاومة شرسة من المحافظين الذين بقوا ملتزمين بالحضور لمقر الجبهة في حيدرة، ''إذ أطلق بلخادم على البعض منهم صفة أصحاب مسك العصا من الوسط، طالبا منهم إبداء مواقعهم ومواقفهم النهائية من الجهة التي سيمشون معها مستقبلا''· وأردفت المصادر أنه تسرب عن اجتماع بلخادم ومحافظيه ''حدثان مهمان، الأول هو وقوف أحد محافظي العاصمة في وجه بلخادم وتأكيده أنه سيكون محل مساءلة في اجتماع اللجنة المركزية، بسبب ما فعله إزاء الأزمة الداخلية، والثاني هو ترشيحه من قبل محافظ تيزي وزو رسميا للرئاسيات في ,2014 وهو ما صفقت له القاعة''· وشاع عن الاجتماع أن بلخادم وقع في إشكال كبير بسبب تخلي بعض المناضلين عنه، إلى درجة جمعهم وطلب تزكية غير مباشرة منهم لمستقبله السياسي، ما يطرح تساؤلات حول احترام مؤسسات الجبهة· وعلق قوجيل على المهرجان الذي سيقيمه بلخادم ''تحت ذريعة الفاتح نوفمبر بأنه ليس إلا امتدادا لرغبته منذ المؤتمر التاسع في الترشح للرئاسيات''· التحضير للمؤتمر الاستثنائي بحسم المواقف بالمقابل، أطلقت التقويمية الدعوة ذاتها التي أطلقها بلخادم، والخاصة بحسم المناضلين مواقفهم النهائية من الأزمة، ''إلا أن الاختلاف بيننا يكمن في الأهداف، فبلخادم يريده حسما من أجل الرئاسيات، أما نحن فاستشارة للمناضلين للذهاب نحو مؤتمر استثنائي، بعد اعتماد قوانين الإصلاحات الجديدة''، يقول صالح قوجيل الذي ردّ أيضا على تهديد أعضاء من المكتب السياسي لقياديي التقويمية الذين استصدروا رخصة ندوة درارية بأسمائهم، وتحويل القضية إلى العدالة· وأضاف قوجيل ''ليس بوسع بلخادم أو مكتبه السياسي مقاضاتنا ونحن نائبان في البرلمان، لكنني وزميلي محمد الصغير قارة على أتم الاستعداد لإيداع طلب رفع الحصانة عنا في البرلمان، ولكن ستكون المواجهة حول الشرعية''، متسائلا عن الأهداف التي يرمي إليها بلخادم من خلال ''إثارته جدلا ولغطا كبيرا حول اجتماعاتنا بينما تقوم كافة الأحزاب غير المعتمدة بعقد اجتماعات إطاراتها ليل نهار بترخيص من الإدارة''؟ واعتبر قوجيل ما شاع عن اعتذار مفترض لولد قابلية بسبب منح ترخيص لندوة درارية ''أمر غير معقول ومن الصعب تصديق أن يقوم شخص بوزن ولد قابلية بالاعتذار من بلخادم''، فمسألة تغليط وزير الداخلية بتبديل موضوع الندوة من الإصلاحات إلى اجتماع تنظيمي غير صحيح، فالإدارة تحقق في مثل هذه الأشياء قبل أن ترخص لها''· لا حوار وجها لوجه بعد الآن والمادة 93 سيطبقها بوتفليقة بطريقته الخاصة ومن بين ما أبانت عنه الندوة الصحفية أيضا، أن صالح قوجيل يستبعد أي لقاء أو حوار وجها لوجه مع بلخادم مستقبلا، معلنا بقاء الإيمان كبيرا في وسط مناضلي التقويمية بحوار جماعي بانتداب ممثلين ''سواء كان في الإذاعة أوفي التلفزيون أو في مكان آخر بحضور الصحافة الوطنية''· وقال قوجيل إن جماعة بلخادم تحاول الترويج لخسران انتخابي محتمل على مشجب التقويمية، ''فنرد لماذا العكس ليس صحيحا، ويكون بلخادم وقيادته هو المتسبب في الخسارة المحتملة في الانتخابات القادمة''· واعتبر قوجيل أن حذف المادة 93 من قانون الانتخابات بضغط من الأفلان لا يعني أن ''بلخادم رجح منطقه فالرئيس بوتفليقة سيطبقها، كون المادة لا تحتاج أن تكون في قانون وقد يكتفي الرئيس بوتجيه تعليمات شفوية أو كتابية أو عبر قنوات معلومة للوزراء تمنعهم من استغلال وسائل الدولة لأغراض انتخابية''·