سجلت بلدية إليلتان، الواقعة على بعد 80 كلم شرق ولاية تيزي وزو، في اليومين الأخيرين، انزلاق التربة على مسافة قاربت 4 كيلومترات وتسبب في خسائر معتبرة لاسيما في الثورة الطبيعية، وأصبح يهدد العشرات من السكنات بما فيها وسط البلدية، واستدعى الأمر تنقل فرقة تقنية مختصة إلى عين المكان لمعاينة الوضعية، سيما أن رئيس البلدية دق ناقوس الخطر، ولم يستبعد ترحيل العشرات من العائلات. يعيش سكان بلدية إليلتان حالة من الخوف والهلع بسبب ظاهرة انزلاق التربة التي ضربت المنطقة منذ يوم الإثنين ولا تزال تتسع من يوم إلى آخر، حيث أكد رئيس البلدية محند أورمضان رزوق، أن الانزلاق مسّ ما يقارب 4 كلم من الأرضية، وتسبب في خسائر معتبرة، على غرار إتلاف الآلاف من الأشجار بكل أنواعها منها المثمرة ومنها الغطاء النباتي والغابي، وكشف أن الانزلاق انطلق من قرب أعالي جبل ''أزرو نطهور''، حيث وقع انفجار في عدة مواقع تصدعت منها كميات معتبرة من المياه والأوحال والصخور ''حاليا تسير نحو التجمعات السكنية وإلى وسط البلدية''، وأكد أن قريتي آيث عيسى أويحيى وآيث عبد الله هما الأكثر تهديدا من هذه الظاهرة الطبيعية، مشيرا إلى أن الانزلاق يقترب إليهما بسرعة ''إلى غاية أمس اقترب الانزلاق إلى بعد 400 متر من قرية آيث عيسى أويحيى ولا يزال يتواصل''· وصرح عزوق محند أورمضان أنه لا يستبعد ترحيل كل العائلات القاطنة بالقرى والمواقع المهددة بهذه الظاهرة لأجل تجنب ما لا يحمد عقباه، وكشف أن البلدية تنتظر تدخل والي ولاية تيزي وزو، حيث تم مراسلته وإخباره بالقضية· وفي هذا الصدد، أكد عزوق محند أورمضان أن فرقة تقنية تنقلت، أمس، إلى عين المكان لمعاينة الوضعية، متكونة من مهندسين وتقنيين وخبراء في الجيولوجيا، وكذا ممثلين عن المجلس الشعبي الولائي وممثل الوالي وممثلين عن مديريات الأشغال العمومية والبيئة والغابات، حيث سيتم اتخاذ قرارات استعجالية ووقائية في أسرع الآجال لحماية المواطنين. وكشف رئيس البلدية أن ظاهرة انزلاق التربة التي مست بلديته تهدد أيضا بتخريب العديد من الطرقات لاسيما الطريق الولائي رقم ,253 حيث يتواجد الجسر الذي يعبره في خطر ومهدد بالانهيار في أي وقت، وأضاف إن العديد من الطرق البلدية المؤدية إلى القرى مهددة هي الأخرى بالانهيار، لأن الانزلاق سير نحوها. وأخطر من ذلك، أكد أن أكثر من 40 مسكنا عائليا تتواجد بالقرب من واد المنطقة والذي يربط واد سيباو مهددة بالانهيار بسبب توجه الانزلاق المحمل بالمياه والأوحال العارمة والأشجار المعتبرة والصخور الكبيرة باتجاه المنطقة· وكشف في هذا الصدد أن منطقة سوق الحد هي الأخرى تتواجد في خطر، ومن المنتظر أن يصلها الانزلاق كونها تتواجد في منطقة منخفضة. كما كشف رئيس البلدية أن العديد من المؤسسات التربوية ببلديته مهددة بالانهيار لاسيما منها الثانوية والمتوسطة والابتدائية المتواجدة بوسط البلدية، بما فيها محطة المياه المتواجدة بمنطقة سوق الحد. هذا، وأرجع محدثنا أسباب هذه الظاهرة إلى تساقط كميات معتبرة من الثلوج بالمنطقة خلال شهر فيفري المنصرم التي لم تشهدها المنطقة منذ أكثر من 60 سنة، حيث تراوح سمكها بين 3 و5 أمتار، إضافة إلى المياه الغزيرة التي تساقطت بالمنطقة· وحسبه، فقد اجتمعت هذه المياه في قاع الأرض قبل أن تنفجر وتحدث انزلاقا في التربة، وأكد أن أغلب عناصر المياه التي تتوافر عليها المنطقة انفجرت وتحوّلت إلى سيلان من المياه والأوحال. ولم يخف رئيس البلدية أن سكان المنطقة يتواجدون في حالة يرثى لها ويعيشون خوفا وهلعا حقيقيا بسبب هذه الظاهرة الطبيعية، حيث يتخوفون عن حياتهم ومن منازلهم وممتلكاتهم، وناشد السلطات والجهات المعنية بعدم التأخر في اتخاذ إجراءات الترحيل لحماية المئات من الأرواح.