دق سكان قرية اقوبعن ببلدية عين الزاوية، بدائرة ذراع الميزان في تيزي وزو، ناقوس الخطر، جراء انزلاق التربة في العديد من المناطق على غرار قرية اقوبعن التي تم فيها منذ 03 مارس المنصرم، إحصاء 17 مسكنا مهددا بالإنهيار، حيث تم ترحيل 32 عائلة تم إلى الجيران خوفا من سقوط منازلها التي ظهرت عليها تصدعات وتشققات من الدرجة الأولى وتحرك أساسات السكنات باتجاه أسفل الوادي المتواجد قرب المنطقة، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على ما لا يقل عن 500 نسمة، جراء استفحال ظاهرة انزلاق التربة. ويتكرر المشهد بعين الحمام وتڤزيرت التي محت ظاهرة انزلاق التربة بعض أجزائها، مطالبين السلطات الوصية بضرورة إعداد دراسة شاملة للمنطقة مدعمة بلجنة تحقيق لتقصي الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة. ووقفت “الفجر”، أول أمس، خلال جولة ميدانية إلى هذه المنطقة المتوسطة لأحراش بومهني على حجم الخطورة التي تتربص بالسكان الذين نددوا بالتزام صمت السلطات الولائية والدائرة تجاه هذه القضية التي تمس أمن وسلامة المواطنين، ما يستدعي التحرك العاجل قبل فوات الأوان. وحسب رئيس بلدية عين الزاوية، زموش اعمر، فإن المشهد يدعو للقلق جراء حجم الخطورة التي تلاحق سكان القرية الذين لا حول ولا قوة لهم لمواجهة هذه الظاهرة التي ظهرت للعيان فجأة، ما زاد من حيرة وقلق السكان لعدم معرفتهم الكاملة لمصدر انزلاق التربة بهذه المنطقة الجبلية. وأضاف المتحدث أنه تم في البداية إحصاء خمس سكنات مهددة بخطر الإنهيار، لتظهر مع الوقت سبع سكنات أخرى عرفت تصدعات وتشققات خطيرة، ما أجبر قاطنيها على التخلي عنها قبل أن تنهار على رؤوسهم، ليصل العدد الإجمالي إلى 17 مسكنا، مع العلم أن الظاهرة في توسع مستمر في ظل التكتم الرسمي من الجهات الوصية. وأعاب ذات المسؤول الدور السلبي الذي تعتمده بعض الأطراف على مستوى الولاية رغم سعي مصالحه إلى ربط لقاءات لحل الأزمة، مؤكدا أنه باستثناء البلدية التي تنقلت على جناح السرعة إلى القرية لتقصي حجم الظاهرة ومساعدة المتضررين فلا أحد من المسؤولين تنقل إلى عين المكان. كما تساءل عن تجاهل مصالح الدائرة لخطورة الظاهرة، رغم تنقل ممثل عن رئيس الدائرة بتاريخ 6 مارس المنصرم، لكن دون جدوى، لينتقل وفد آخر ممثل عن الوالي إلى القرية بحضور المديريات المعنية، لكن لا حياة لمن تنادي. وقررت بلدية عين الزاوية التكفل بهذه العائلات المتضررة وأخذها على عاتقها من خلال إعادة تهيئة بعض المنشآت التربوية والرياضية بمعدل ثماني فضاءات، وهي العملية التي ستكلف 410 مليون سنتيم في عدة مناطق، على غرار بومهني، عين الزاوية وبعض دور الحضانة القريبة من القرية. والأخطر من ذلك، حسب تصريحات العديد من المواطنين بالقرية، التوسع المخيف لانزلاق التربة بقرية اقوبعن، ما قد يتسبب في إزالة المنطقة من خريطة البلدية، مطالبين بالتعجيل في إجراء دراسة شاملة للقرية من طرف مختصين لمعرفة سبب هذه الظاهرة، خاصة أن زلزال ماي2003 لم يخلف أضرارا بهذه السكنات، والمشكل هو الظهور المفاجئ لانزلاق التربة بهذه المنطقة، علما أن غالبية السكنات مشيدة حديثة وفق تقنية متطورة، بل حتى الأطفال مهددون بهذا الخطر، حيث يمرون يوميا قرب هذه السكنات. جدير بالذكر أن المخبر المركزي للأشغال العمومية سبق أن أجرى دراسة تلقت “الفجر” نسخة منها، أثبتت خطورة انزلاق التربة بقرية اقوبعن الذي يزداد يوميا مع تسجيل خسائر مادية معتبرة في السكنات، كما أشارت الدراسة إلى خطورة تشييد السكنات قرب الطريق الرئيسي للقرية، جراء تحريك أساسات السكنات بفعل حركة المرور، وهو نفس الأمر الذي أثبتته دراسة مؤسسة خاصة في الجيوتقني.