دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم الثلاثاء من سطيف الشباب الجزائري الى صيانة الوطن والحفاظ عليه مؤكدا أن هذه مسؤولية الجيل الجديد وأمانة بين أيديه. وقال رئيس الجمهورية في خطاب بمناسبة إحياء ذكرى مجازر 8 ماي 1945 متوجها الى شريحة الشباب: "الجزائر أمانة بين أيديكم ولا بد أن تحافظوا عليها. كل المستقبل لكم ايها الشباب وأنتم مطالبون بتحضير أنفسكم لتحمل المسؤولية". وأضاف: "إننا نودع لكم هذه الأمانة (الجزائر) فلا تتركوها لمن لا يريدون الخير لوطننا لكي لا يعبثوا به ". وأستطرد بقوله: "أنتم يا شباب الجزائر لا بد أن تحضروا أنفسكم لتبوء المسؤوليات مستقبلا. من الآن فصاعدا أدعو الشباب الى الانخراط أكثر فأكثر في العمل السياسي والجمعوي وأن يبرهن على أنه قادر على تسلم المشعل وتبوء أعلى المسؤوليات في الدولة". وحث رئيس الجمهورية الجزائريين على الإقبال بقوة يوم الخميس المقبل على صناديق الاقتراع واختيار من هم أكفأ من الرجال والنساء لتمثيلهم في البرلمان مجددا التأكيد على أهمية هذا الموعد الانتخابي الذي " سيقطع الطريق أمام كل قوى الشر التي تتربص سوءا بالجزائر كما فعلت بغيرها من البلدان العربية". " فالشعب الذي ضحى بالنفس والنفيس لتحرير بلاده من الاستعمار, لا بد عليه —كما قال—أن يبرهن أنه شعب قادر على رفع التحديات وأنه شعب جدير بالتقدير". وذكر رئيس الدولة بما قاله في خطابه بمدينة أرزيو بمناسبة إحياء ذكرى 24 فبراير "جيلنا +طاب جنانو+ (ادينا ماعلينا) لا يكلف الله نفسا إلا وسعها, وعاش من عرف قدره". كما حث الرئيس بوتفليقة الجيل الجديد من الشباب على الإقبال على معرفة تاريخ وطنه وأبطاله "الذين صنعوا ثورة التحرير وضحوا من أجل إستعادة الاستقلال". وقال في هذا الصدد: "خطؤنا هو أننا لم نمكن شبابنا من معرفة تاريخ وطنه وعليه أقول أنه يتعين علينا أن نبحث عن ماضينا حتى نعرف من نحن". وشدد رئيس الجمهورية على أهمية دور المجاهدين في نقل رسالة نوفمبر الى الجيل الجديد مؤكدا على ضرورة "أن نعطيهم المكانة التي يستحقونها تقديرا لتضحياتهم الجسام إبان ثورة التحرير". وأكد بالقول "لا بد أن نعطي لكل ذي حق حقه وأن نعمل على تعميق المصالحة الوطنية أكثر مما هي عليه الآن غير أننا لن نتحاور مع الذين يدعون الى العنف". من جانب آخر ثمن الرئيس بوتفليقة الانجازات التي تم تحقيقها في مختلف المجالات خلال 50 سنة من الاستقلال داعيا الى عدم التقليل من أهميتها. واستدل في هذا الخصوص بدول معروفة مثل فرنسا "التي استغرقت ما يقارب 10 قرون لبناء الديمقراطية والوصول الى ما هي عليه اليوم". وأوضح أن الذين عاشوا فترة الاستعمار "يدركون جيدا حجم المعاناة التي كان يعاني منها شعبنا وكيف استطاعت الجزائر في فترة قصيرة من عمر استقلالها أن تحقق قفزة نوعية في التطور والتنمية" مؤكدا أن الانجازات التي تحققت "لم تأت من العدم بل جاءت بفضل تضحيات آبائنا وأجدادنا". وأضاف: "لقد أنجزنا الكثير في مجالات التربية والتعليم والسكن والصحة والمنشآت الكبرى وغيرها لكن هناك من يحاول التقليل من أهمية هذه الانجازات. ونحن نقول للشعب عليك أن لا تستعجل لأن كل الطلبات سيتم تلبيتها لكن ذلك يتم بصفة تدريجية". وأقر الرئيس بوتفليقة في ذات السياق بأن "الأسس التي تم اعتمادها في بناء الجزائر صحيحة غير أننا —كما أوضح— نفتقد الى التفكير الجماعي والى روح المسؤولية الجماعية في البحث عن حلول للمشاكل المطروحة".