إنتقد الرئيس السوري بشار الأسد، الدور الدولي والإقليمي حيال الأزمة السورية الحالية، قائلا إن بلاده تواجه حربا خارجية وليس أزمة داخلية. قال الأسد في خطاب أمام مجلس الشعب في بداية دورته التشريعية الأولى إن ما تواجهه سوريا -التي تعيش انتفاضة مستمرة منذ أكثر من عام- ''مشروع فتنة أداتها الإرهابب، وإن طريقة مواجهة الحرب الخارجية يختلف عن مواجهة الأزمة الداخلية بوذلك يجب أن يكون مفهوما''. وعبّر عن استعداده للحوار ''لكن مع قوى لا تتعامل مع الخارج''. وحسب الرئيس السوري، فإن هناك شبابا في عمر ال 14 وال 15 يخرجون للقتل لقاء قبض نحو ألفي ليرة سورية. ووصف الأطراف التي قاطعت الانتخابات التشريعية بغير الجادة في بدء حوار سياسي. وقال ''جربنا كل الحلول السياسية ولم يتغير الواقع. ألغينا المادة الثامنة التي طالب البعض بإلغائها (وتقول إن حزب البعث هو القائد للمجتمع والدولة) ولم يتغير شيء''. وقال الأسد إن الإصلاحات ليست بالعملية السهلة، واعترف بأن هذه الأزمة ''خلقت ثغرات وإشكالات سوف نعاني منها في المستقبل''، وإن ''ما حصل لا يمكن التخطيط لحله بعاطفة أو طوباوية''. وحسب الأسد، فإن ''الإرهابي لا يعنيه الإصلاح ولا يتأثر ببكاء الثكالى والأيتام ولكن يعنيه الإرهاب بحد ذاته''، لكنه ''شجع'' المترددين على إلقاء السلاح للقيام بذلك فورا متعهدا بأن ''الدولة لا تنتقم''. وانتقد بشدة مقاطعي الانتخابات الأخيرة، ''الذين لا يريدون أن يرى الناس حجم تمثيلهم الحقيقي''، وتابع عندما يقاطع أحد فإنه يقاطع الشعب وليس الحكومة أو الدولة. وأعرب عن تقديره ''العميق'' لحرص النواب على خوض الانتخابات افي هذه الظروفب، وقال إن ''الحوار البناء تحت قبة البرلمان والتواصل مع المواطنين'' هما الأولوية لهذه الدورة التشريعية الجديدة. وطالب المجلس بأن ''يكون قادرا على إيجاد الحلول'' وتطوير دوره الرقابي. وكان مجلس الشعب السوري الجديد قد عقد جلسته الأولى قبل نحو عشرة أيام انتخب خلالها رئيس المجلس ونائبيه. وجرت الانتخابات التشريعية أوائل الشهر الماضي، وسط مقاطعة أبرز قوى المعارضة في ظل أعمال العنف والقصف المتواصل الذي تشهده عدة مدن سورية.