واصل آلاف المتظاهرين يحتلون، منذ أمس الأحد، ميدان التحرير وسط القاهرة احتجاجا على ما وصفوها بالأحكام المخففة على الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي وتبرئة نجلي مبارك وستة من معاوني العادلي. وأمضى عدد من المتظاهرين ليلتهم في خيام أو على الأرض في الساحة. حيث تجمّع حوالي عشرين ألف شخص حتى وقت متأخر من الليل. وكان هؤلاء أعلنوا دخولهم في اعتصام مفتوح إلى حين تنفيذ باقي مطالب الثورة المصرية، وفي مقدمتها إعادة محاكمة قتلة متظاهري الثورة، ورحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة. وردد المتظاهرون في ميدان التحرير هتافات منددة بالأحكام الصادرة وبالنائب العام الذي اتهموه بالتقصير في جمع أدلة الاتهام. وكانت كيانات وائتلافات وفعاليات شعبية قد رفضت الأحكام الصادرة بحق قتلة متظاهري الثورة المصرية، واصفة إياها بالمسرحية الهزلية. وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين نزول أفرادها إلى ميادين مصر وميدان التحرير للمشاركة في المظاهرات احتجاجا على الأحكام. وقال عضو مكتب الإرشاد في الجماعة والمتحدث الإعلامي باسمها محمود غزلان إن الإخوان سيشاركون في المظاهرات مع كل طوائف الشعب المصري ضد الحكم الذي وصفه ''بالصادم'' والذي صدر بحق قتلة ''شهداء ثورة 25 يناير''. ونقل الموقع الرسمي للجماعة على الإنترنت تصريحات غزلان الذي أكد ''تضامن الجماعة الكامل مع أسر الشهداء''. وتعهد مرشح الجماعة لانتخابات رئاسة الجمهورية محمد مرسي بإعادة محاكمة مبارك ورموز نظامه في حال فوزه بالانتخابات، قبل أن ينضم مساء السبت إلى المتظاهرين في ميدان التحرير. كما انضم المرشحان الخاسران في انتخابات الرئاسة حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح إلى المتظاهرين بميدان التحرير. وبدورها رفضت حركة شباب 6 أبريل الأحكام الصادرة عن محكمة جنايات القاهرة جملةً وتفصيلاً، محمِّلة المجلس العسكري مسؤوليتها بسبب ''صمته على إتلاف الأدلة وتستره على الحقائق في شهادات المحكمة''. ورأت أن الأحكام جاءت استكمالاً لمسلسل البراءة للجميع من ضباط ولواءات داخلية ونفض أيديهم من أي مسؤولية عن قتل مئات الأرواح وإصابة الآلاف ممن خرجوا ضد الظلم والقهر. وعبَّر حزب النور السلفي على لسان الناطق الرسمي باسمه نادر بكار عن الصدمة إزاء تبرئة قتلة متظاهري الثورة المصرية، معرباً عن اعتقاده بأن المحاكمات السياسية كانت الحل الأمثل في التعامل مع قتلة الشهداء منذ البداية. وفي الإسكندرية، خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع تعبيرا عن سخطهم على ما وصفوها بالأحكام المخففة على الرئيس المخلوع حسني مبارك، وبعض المقربين منه. كما أعلن المتظاهرون أنهم بدأوا اعتصاما أمام مسجد القائد إبراهيم للمطالبة بإسقاط بقايا النظام. وفي محافظة السويس تظاهر الآلاف بميدان الأربعين، في حين تجمع نحو 1500 شخص في مدينة الإسماعيلية المطلة على قناةالسويس. كما سار نحو ألفي شخص في محافظة بورسعيد مطالبين بتطهير القضاء، وفق شهود. وفي العريش، انطلقت مظاهرة ضخمة مساء السبت شاركت فيها جميع الأحزاب والقوى والائتلافات السياسية تنديدا بتلك الأحكام. وشهدت محافظات قنا والأقصر وأسوان مظاهرات مماثلة في الميادين الرئيسية بها، رافعة المطالب ذاتها. من ناحية أخرى، تعرضت مقرات انتخابية للمرشح لانتخابات الرئاسة أحمد شفيق -آخر رئيس وزراء في عهد مبارك- ليلة الأحد للهجوم في مدينتين مختلفتين. وقال شاهد لوكالة رويترز إن شبانا غاضبين اقتحموا مقر الحملة الانتخابية للمرشح شفيق في محافظة الفيومجنوبالقاهرة. وأضاف أن هؤلاء الشبان كانوا ضمن مسيرة ضمت أكثر من 200 شخص يحتجون على الأحكام التي صدرت في قضية مبارك وعدد من مساعديه. وفي مدينة الغردقة الواقعة على البحر الأحمر، تم تخريب المقر الانتخابي لشفيق وتحطيم زجاجه.