أكد وزير التربية الأسبق محمد الشريف خروبي، في ندوة عقدها أول أمس، بجمعية الجاحظية، أن وضعية التعليم والتكوين إبان الثورة التحريرية في المنطقة الثالثة، كان مسيطر عليها من طرف قوات الاحتلال الفرنسي، حيث كانت تعطّل جميع المدارس آنذاك، في حين بقيت بعض الجمعيات الأخرى تشرف على بعض المدارس، التي ظلت تؤدي مهمتها في جوّ من الخوف والمداهمات المفاجئة، من طرف آلات المستعمر الغاشم، وكذا الاعتقال والإعدام الذي كان يتعرّض له معلمو اللغة العربية باسم الثورة، غير أن بعضها ظل مفتوحا تحت لواءات مختلفة، لتوّفر لبعض أبناء الجزائر قسطا من التعليم والتكوين، ليفلتوا بفضله من طغيان المستدمر الفرنسي. وأضاف محمد الشريف خروبي، أنه لما التحق بسلك التعليم، واستلامه مهام وزير التربية، كان على علم كامل بما يعانيه المعلّم والتلميذ من سياسة الاضطهاد والتعسف التي كان يلحقها بها الفرنسيون، مشيرا في السياق ذاته إلى الدور الكبير الذي كانت تلعبه الزوايا، في تلقين أسس ومبادئ اللغة العربية، قائلا: ''تعلمت مبادئ أصول اللغة العربية في الزوايا''.للإشارة، يعتبر المجاهد والمناضل محمد الشريف خروبي، أحد صنّاع المسار التربوي في الجزائر، وكان من بين الذين ساهموا في وضع التعديلات بغرض إصلاح المنظومة التربوية وإنجاحها، كما أنه برمج مادة التاريخ كمادة إجبارية باللغة العربية، من أجل تقوية ملكة التلاميذ في اللغة العربية .