نفذت السلطات الأمنية لولاية تيزي وزو، قرارات المديرية العامة للأمن الوطني في وقتها والمتمثلة في تغيير موقع مركز أمن دائرة واسيف الواقعة على بعد 38 كلم جنوب تيزي وزو، حيث تم استغلال مركز التكوين والتعليم المهني المتواجد في مدخل بلدية واسيف وتحويله إلى مركز أمن، وهذا تفاديا لأية اعتداءات إرهابية محتملة بعد تسجيل المنطقة منذ أسبوعين لهجوم إرهابي عنيف خلف مقتل شرطيين وإصابة 6 آخرين من بينهم مدنيين. كشفت مصادر أمنية ل''الجزائر نيوز''، أن مسؤول الأمن بولاية تيزي وزو وبالتنسيق مع والي الولاية ومسؤولي قطاع التكوين والتعليم المهني توصلوا إلى اتفاق سريع يقضي بتحويل مركز التكوين والتعليم المهني بواسيف إلى مركز أمن الدائرة بعد تعرض مقر المركز الأول ليلة 15 جوان المنصرم، إلى هجوم إرهابي راح ضحيته شرطيين وأصيب ستة آخرين من بينهم مدنيين. وتأتي عملية تغيير مقر مركز الأمن تنفيذا لقرارات المديرية العامة للأمن الوطني التي أوفدت لجنة أمنية مختصة إلى منطقة واسيف يوم بعد الاعتداء للتحقيق في الهجوم الإرهابي واتخاذ إجراءات أمنية وقائية لتجنب تكرار الاعتداءات، وقد خلصت اللجنة إلى ضرورة تغيير مكان مركز الأمن الذي افتتح سنة 2008 على خلفية صعوبة ضمان الأمن وحماية عناصر الأمن الناشطين فيه بسبب موقعه غير اللائق والذي يعرقل عمليات التصدي للإرهابيين، خصوصا أنه يتواجد بمحاذاة سكنات ومن الجهة الغربية تحيط به غابات كثيفة ويقع في مكان منحدر يمنح الفرصة للإرهابيين لقصفه. وأشار مصدرنا إلى أن السلطات الأمنية لولاية تيزي وزو أرسلت تعزيزات أمنية مكثفة إلى مركز أمن واسيف ورفعت من عدد عناصر الشرطة العاملين فيها خصوصا أعوان الشرطة القضائية. وأضاف مصدرنا، أن المختصين الأمنيين الذين قرروا نقل مركز أمن دائرة واسيف إلى مركز التكوين والتعليم المهني طالبوا بضرورة تحصين هذا الأخير بحراسة أمنية مشددة لتجنب أي اعتداء إرهابي محتمل، وذلك بوحدات الجيش المتقدمة لاسيما منها من الجهة العلوية التي تتواجد فيها غابات قصد منع الإرهابيين من قصف المركز بالأسلحة الثقيلة. من جهة مقابلة، كشفت مصادر أمنية، أن التحقيق الذي باشرت فيه مصالح الأمن بتيزي وزو عن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مركز أمن دائرة واسيف، أسفر عن نتائج تفيد بأن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي اعتمد في العملية على أكثر من 100 عنصر إرهابي تنقلوا من عدة كتائب وسرايا الناشطة بتيزي وزو وبومرداس والبويرة، وتوصل التحقيق إلى أن العناصر الإرهابية استخدمت في الهجوم أسلحة ثقيلة على غرار أسلحة حربية من نوع سلاح الهون، سلاح الدوشكا، سلاح ''الهبهاب''، قنابل يدوية، والسلاح الحربي ال ''أر. بي. جي ''7 وغير ذلك من الأسلحة، حيث خطط الإرهابيون لتنفيذ أبشع العمليات الإرهابية بتراب ولاية تيزي وزو، وقتل كل عناصر الشرطة المتواجدين داخل المركز، وكشف أنه لو لا تدخل عناصر الجيش التابعة لمنطقة معسكر المتواجدون بالقرب من واسيف لحدثت الكارثة ولوقعت مجزرة حقيقية، مشيرا إلى أن الجيش نجح في التصدي للإرهابيين ودفعهم للعودة إلى الوراء والفرار داخل الغابات. هذا قبل أن تتمكن قوات الجيش بعد يومين أو ثلاثة أيام من الاعتداء من وضع حد ل12 إرهابيا في كمين عسكري بمنطقة ثاخوخث، كانوا قد شاركوا في الاعتداء، من بينهم أمير سرية عين الزاوية المدعو ''محمودي أحسن'' والمكنى ''الحارث'' وأمير سرية سيدي نعمان المدعو ''خطاب محمد شريف'' المكنى ''البوكسور''.