أدى إصرار مجموعة من المثقفين والناشطين، صباح أول أمس، على إقامة نشاطهم التأبيني للمطربة الباكستانية المقتولة من طرف طالبان ''غزالة جاويد''، إلى حالة من التشنج بينهم وبين مسيري حديقة الحرية الواقعة بشارع ديدوش مراد. المشرف على الحديقة، ومن معه من بستانيين، اعتدوا على فريق تصوير قناة العربية، وتطور الأمر إلى اعتداء مسير الحديقة على مصور العربية، الأمر الذي أثار غضب المصور الذي حاول الرد على هذا الاعتداء السافر على حرية الصحافة، قبل أن يتدخل المشاركون في الوقفة ليفكوا الاشتباك. ومع إصرار مسير الحديقة على عرقلة سير النشاط، الذي أريد من خلاله تكريم كل الفنانين الذين يتعرضون إلى العنف بسبب أعمالهم، وإصرار المثقفين والناشطين على البقاء في الحديقة بسبب غياب مانع قانوني لذلك. تطور الأمر إلى اعتداءات لفظية بالجملة على المشاركين، حيث قام أحد الموظفين بشتم المشاركات في الوقفة، وطلب منهن العودة إلى بيوتهن، واصفا إياهن بألفاظ مسيئة جدا، ولم يستثن هذا الموظف أحدا حيث أهان الشاعر السوري سمير سطوف إهانات عنصرية بالقول: ''روح لبلادك واش راك تعمل هنا''. ولم يتوقف هذا الشخص عند هذا الحد، بل شتم كل المشاركين بالقول: ''نعرفكم يا المثقفين والجامعيين، كلكم نجحتم بالغش، مثقفين تاع...، روحوا تصلوا روحو توبوا''، حدث هذا أمام المسير الذي لم يتدخل لردعه. بعد شد وجذب خلص المدير إلى أنه سيحضر الشرطة، الأمر الذي استحسنه المثقفون، وبعدما لاحظ عدم ارتباكهم حيال هذه التهديدات، قام برفس الورود التي أحضروها، في مشهد يطرح الاستغراب. الوقفة تمت رغم المضايقات رغم كل هذه المضايقات تمت الوقفة التأبينية بحضور عدد من المثقفين والإعلاميين والباحثين، منهم د.ناصر جابي، الشاعرة رشيدة خوازم، الكاتب عبد الرزاق بوكبة، القاص فريد هدى، الشاعر سمير سطوف، بالإضافة إلى رئيس جمعية الكلمة عبد العالي مزغيش والقاصة فايزة مصطفى مطلقي الحملة، حيث ألقى عدد منهم كلمات ترثي حال المثقفين الذين يتعرضون للاضطهاد والعنف، ودلّلوا على ذلك باعتداءات مسيري الحديقة عليهم، الأمر الذي تأسفوا له جدا، كما ترحموا على الفنانين والمثقفين الجزائريين الذين قضوا في سنوات العنف، وكانوا من أكثر المستهدفين وقتها، فقط لدعوتهم للسلام ونبذ العنف. الشرطة تستغرب سلوك المسير في اتصال مع القاصة والإعلامية فايزة مصطفى، أكدت لنا أن الشرطة التي حضرت بعد رحيلنا استغربت سلوك مسير الحديقة، بعد أن قامت رفقة عبد العالي مزغيش بشرح فحوى المبادرة، خاصة في ظل معرفة رجال الشرطة بحيازة قناة العربية التي تعرض مصورها للاعتداء على ترخيص قانوني للعمل. وفي النهاية شكر الضابط المثقفين على هدوئهم ورصانتهم وتحكمهم في الوضع. في حين لم تتأكد معلومات اتخاذ إجراءات قانونية للأطراف المتضررة ضد العاملين بحديقة تسمى باسم ''حديقة الحرية''، رغم الأخبار التي تفيد بتقديم فريق عمل القناة شكوى مدعمة بالفيديو لعملية الاعتداء.