إحتضنت قاعة سينما ''جمال الدين شندرلي'' لمدينة تلمسان، سهرة أول أمس السبت، عرض ومناقشة الفيلم الوثائقي ''لقد التحقوا بالجبهة'' الذي أنتجته شركة ''جن'' بدعم من وزارة الثقافة ومساهمة الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. وقد حضر هذا العرض عدد من رجال الثقافة وهواة الفن السابع، إلى جانب مخرج الفيلم جان ألسماير، الذي أوضح أن هذا العمل السينمائي الذي يندرج في إطار الاحتفالات بخمسينية استرجاع الاستقلال ''عبارة عن التفاتة إلى المواطنين الجزائريين ذوي الأصل الأوروبي الذين ولدوا بأحضان الجزائر وأحبوا هذا الوطن وضحوا في سبيله ضد قوات الاستعمار''. وفي البداية، سلط الشريط الوثائقي الذي دام 62 دقيقة، الضوء على بعض هذه الوجوه الأوروبية التي تبنت القضية الوطنية منذ اندلاع ثورة التحرير أمثال آني ستاينر وفليكس كويوزي وروبرتو مونيز وبيير شولي الذين صاروا رموزا حية للأحرار بالعالم الذين أيدوا القضية الوطنية وساهموا في كفاحها المرير قبل أن يتوغل في سرد قصة كل واحد منهم على حده، وإبراز الدور الذي أداه والمعاناة والمتاعب التي تلقاها جراء نضاله في الثورة، ومن هذه الوجوه آني ستاينر التي استجوبها المخرج بمدينة سطيف وسردت قصتها مع الثورة، حيث أكدت أنها انخرطت في صفوف جبهة التحرير الوطني قبل سن العشرين، وتم توقيفها سنة 1956 وحكم عليها بالسجن 6 مرات، كان أولها سجن ''بربروس'' (سركاجي حاليا). وتضمن الفيلم كذلك شهادات حية لبعض المجاهدين أمثال عبد القادر قروج عضو الحزب الشيوعي الجزائري، وكذا مدير جريدة ''الجزائر الجمهورية'' الزهير بسة، إضافة إلى التنويه بالدور الذي قام به هنري مايو في تحويل حمولة كبيرة من الأسلحة من ثكنة المستعمر إلى جيش التحرير الوطني.