يعارض سكان مدينة عين الزاوية، الواقعة على بعد 35 كم جنوب مدينة تيزي وزو، مشروع إنجاز شبكة قنوات الصرف الصحي بمنطقتهم، وذلك بسبب أن السلطات المحلية اتخذت من الواد العابر لوسط المدينة الذي يعد حاليا هاجس السكان نظرا للروائح الكريهة الصادرة منه، كمصب لتفريغ المياه القذرة الخاصة بالمشروع. قرار معارضة إنجاز مشروع شبكة قنوات الصرف الصحي بمدينة عين الزاوية، وحسبما أكده السكان في تصريحاتهم ل «الجزائر نيوز»، جاء كنتيجة حتمية للقرار الذي اتخذته السلطات البلدية، مؤخرا، حيث قامت بتحديد الواد الذي يعبر وسط المدينة القريب من التجمعات السكنية كنقطة تفريغ المياه القذرة الخاصة بمشروع 50 وحدة سكنية اجتماعية جديدة التي لا تزال قيد الإنجاز، حيث قاموا نهاية الأسبوع المنقضي، وللتعبير عن رفضهم القاطع للمشروع، بتوقيف المؤسسة التي أسندت لها مهمة أشغال إنجازه. من جهة أخرى، ومن الأسباب الرئيسية التي دفعت بسكان مدينة عين الزاوية بالوقوف ضد المشروع، أن الواد العابر لوسط المدينة الذي اتخذ في السابق كمصب لتفريغ المياه المستعملة لجميع الأحياء المتواجد بالجهة الشمالية للبلدية، تحوّل مع مرور الوقت كمصدر للروائح الكريهة خصوصا وأن الكثير من المواطنين أقدموا على تشييد منازلهم بالقرب من الوادي، ما جعل أمر تحمّل هذه الروائح لا يطاق، ناهيك أن المياه القذرة المتجمعة به أضحت كذلك مصدرا آخر لشتى أنواع الحشرات كالبعوض والناموس التي أرقت السكان وأصبحت تشكل تهديدا حقيقيا على حياتهم نظرا للأخطار الصحية التي قد تنجم عنها، بالإضافة إلى الإزعاج الكبير الذي تتسبب فيه هذه الحشرات بلسعاتها أثناء الفترات الليلية في ظل غياب مسؤولي البلدية الذين امتنعوا هذه السنة عن حملات الرش بالمبيدات التي كانت في السابق تقلل من خطورة هذه الأوضاع. على صعيد آخر، ندد السكان بما صدر من الجهات المعنية، مؤكدين على أنه في الوقت الذي كانوا ينتظرون منها ردة فعل إيجابية بعد الشكاوى العديدة التي رفعوها إليها في السنوات المنصرمة وطالبوا من خلالها بضرورة إيجاد حلول عاجلة من شأنها أن تساهم في تخزين المياه العكرة المتواجدة بالوادي عن طريق قنوات الصرف الصحي ذات الحجم الكبير، إلا أنها اتخذت قرارا معاكسا لمطالبهم، الشيء الذي سيعود بالسلب على نمط حياة السكان وسيتسبب في تفاقم الوضع أكثر.