لا يزال قطاع النقل بولاية بومرداس يعرف مشاكل جمة نغصت حياة المسافرين الذين يطالبون الجهات الوصية بضرورة التدخل لوضع حد لهذه الفوضى وإتمام مشاريع التهيئة التي باشرتها، مؤخرا. يعتبر قطاع النقل بالولاية من القطاعات التي تغيب عنها رقابة الدولة، لتصبح الفوضى ميزته، وأصبح المسافر رهين مزاج الناقل الذي يضطر لانتظار أزيد من نصف ساعة بعد نهاية توقيته ليمتلئ بالمسافرين الذين يصطفون برواق الحافلة إلى غاية إقلاعها، ناهيك عن التوقفات المستمرة في المواقف لزيادة عدد المسافرين، الأمر الذي يؤدي في أغلب الأحيان إلى اندلاع مناوشات حادة بين المسافرين والناقلين، حيث ينصح هذا الأخير المسافرين المحتجين باستئجار سيارة أجرة وتركه بسلام، هي عينات نشاهدها يوميا بمحطات النقل التي يزداد المشكل حدة خلال الشهر الفضيل، حيث يتحجج كل واحد برمضان. وفي السياق ذاته، عبر مستعملو محطة النقل بعاصمة الولاية، التي تفتقد لأدنى الضروريات وحتى لواقيات الشمس التي من شأنها حماية المسافر من لفحات الشمس الحارقة، عن استيائهم الشديد من الوضع المتدهور الذي تعرفه المحطة والتي انطلقت بها الأشغال، مؤخرا، لتتوقف دون سابق إنذار محولة المحطة إلى ورشة بناء متوقفة الأشغال بها. وما زاد من استياء المسافرين وضعية النقل بالمحطة والفوضى التي تعرفها، إذ تحدث العديد من المسافرين ل «الجزائر نيوز»، عن التناقضات التي تشهدها المحطة، مؤكدين أنه في الوقت الذي يزداد فيه عدد المسافرين خاصة يوم السوق الأسبوعي تغيب حافلات النقل لمختلف الاتجاهات، مما يضطرهم للانتظار لعدة ساعات تحت أشعة الشمس اللافحة لقدوم حافلة تنقلهم لوجهتهم، وكذا خلال بداية الأسبوع ونهايته، حيث تقع عدة مناوشات بين المسافرين للظفر بمقعد في الحافلات، وهو ما يشكل فضاءً خصبا للصوص الذين يستغلون الفرصة لسرقة المسافرين، لولا تدخل عناصر الأمن التي أضحت تكفل أمن المواطنين بالمحطة خلال هذه الأيام. إذا كان هذا هو حال أيام بداية الأسبوع ونهايتها، فإن الأيام الأخرى تشهد نقصا كبيرا في عدد المسافرين والذي يقابله زيادة في عدد الناقلين الذين يفرضون منطقهم، حيث يضطر صاحب الحافلة للانتظار إلى غاية امتلاء حافلته بالمسافرين عن آخرها للإقلاع، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مناوشات حادة بين الناقلين والمسافرين الذين يجدون أنفسهم مجبرون على الرضوخ لأهواء الناقلين، يقول محدثونا، الذين أكدوا أن الوضع لا يتوقف عند هذا الحد، بل يلجأ الناقلون إلى الانتظار لأزيد من ربع ساعة في كل موقف نقل للظفر بمسافر، فوضع محطة بومرداس لا يختلف عن المحطات الأخرى المنتشرة بتراب الولاية، والتي توقفت بها هي الأخرى عمليات التهيئة وسادتها الفوضى، وقال مستعملو هذه المحطات إن العديد من الحافلات تشهد اهتراءِ ولا تستجيب لراحة المسافرين، وهذا بعيدا عن أعين الجهات المعنية التي تتغنى -حسبهم- بعدد خطوط النقل، فيما يشهد الواقع عكس ذلك، يؤكد المسافرون.