رويت قصصك مرتديا العباءة، وأنت تجلس على البساط، أكان ذلك لإضفاء طابع تقليدي على عرضك؟ يمكن قول ذلك، إنها إحدى طرق الحكي القديمة، التي تعلمتها في مدينتي سيدي بلعباس، بحينا القديم عندما كنت صغيرا، وهذا النوع يتضمن لباسا تقليديا ويكون الحكواتي فيه نشطا ويروي ويبين مشاعره خلال الحكاية، مما يجعل الراوي يبدو واحدا من الجمهور في نفس الوقت. يطغى الشكل الشعبي على قصصك، ما الذي جعلك تتجه إلى هذا النوع؟ إن قصصي من الريبيرتوار الجزائري، كبرت في حي شعبي أين يأتي المداحون والحكواتيون ليشبعوا فضولنا بقصصهم وأساطيرهم، دون أن أنسى تأثير والدتي، إذ عودتني على قصصها التي كانت تدوم لأشهر، كونها متعاقبة الأحداث مثل قصص شهرزاد لشهريار، إضافة إلى ذلك، لم يكن لدينا ما نشغل به أنفسنا غير القصص، بعدها انتقلت لممارسة المسرح بالمدينة، مع فرقة “الفصول الأربعة"، أين تعلمت من علولة وكاتب ياسين الكثير من الأشياء حول طريقة القص وجذب الانتباه. نقلت بعض القصص من لغات أخرى ورويتها باللهجة الشعبية، مبدلا تسميات الشخصيات، ألا يعتبر هذا اعتداءً على ريبيرتوارها؟ لا أعتقد ذلك، القصص عالمية لا تنتمي إلى بلد معين أو حضارة معينة، لكن كل مجتمع يرويها بطريقته الخاصة، كقصة “حي بن يقضان" التي هي قصة طرزان، وماوغلي، القصص تنتقل بين المجتمعات لأن الناس دائما كانوا يتنقلون من بلد إلى آخر، ويروون القصص لبعضهم البعض خلال أسفارهم، في سهراتهم، أو لتمضية الوقت.