أكدت مصادر أمنية مطلعة أن العشرات من سكان مداشر وقرى منطقة القبائل لاسيما ولاية تيزي وزو، البويرة وبومرداس حاصرتها ألسنة النيران منذ أكثر من أسبوع، بسبب الحرائق التي اندلعت بجبال هذه المناطق المعروفة بكثافتها مما تسبب في إغماء العشرات من السكان في ظل مغادرة البعض الآخر ممن ساعفهم الحظ، مداشر بأكملها. وبالرغم من غياب إحصائيات رسمية حول الخسائر التي خلفتها هذه الحرائق في الأرواح إلا أن مصادرنا أكدت مقتل شخصين من بينهم امراة بعد أن حاصرت النيران قرية بأكملها بأعالي تيزي وزو تمكن سكانها النجاة بصعوبة لولا تضامن أهلها، حيث حوّلت النيران بيوت السكان إلى جحيم زادها ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها المنطقة عادة في شهر أوت إلا أن مصادرنا قدرت الخسائر المادية بأنها كبيرة، فبالإضافة إلى إتلاف شبكات الكهرباء والهاتف، فإن المحاصيل الزراعية هي الخاسر الأكبر لاسيما أشجار الزيتون التي تشتهر بها المنطقة. وحذرت المصادر ذاتها من احتمال حدوث انتفاضة شعبية احتجاجا وتعبيرا عن حالة التذمر التي يعيشها السكان في ظل غياب التكفل بهم لإخماد النيران التي صعب التحكم فيها في بعض المناطق التي عرفت تدخلا لمصالح الحماية المدنية، خاصة وأن هذه الحرائق حوّلت فرحة السكان بالعيد بعد شهر من الصيام إلى مأساة حقيقية قد يستغلها البعض لأغراض سياسية عشية التحضيرات للانتخابات المحلية المقبلة وأشارت مصادرنا إلى أن المراكز الصحية والمستشفيات القريبة من هذه المداشر والقرى عرفت اكتظاظا كبيرا للمواطنين بسبب حالات الاختناق والاغماءات التي تعرضوا لها جراء تصاعد الأدخنة، ورغم تدخلات مصالح الحماية المدنية التي دخلت في حالة تأهب قصوى منذ أكثر من أسبوع. وأعلنت مصالح الحماية المدنية في بيان لها، أمس، أنها أحصت 3206 حريق في أسبوع واحد، حيث قامت وحداتها ب 4019 تدخل سمح بإخماد 3206 حريق منها منزلية، صناعية، غابات، أدغال والمحاصيل الزراعية، حيث لا تزال وحداتها في حالة تأهب قصوى تحسبا لأي حريق ينشب سيما في المباني السكنية نتيجة لموجة الحار التي تعرفها معظم ولايات الوطن. ولم تعط المديرية في بيانها عدد المسعفين في إطار تدخلاتها الخاصة بالحرائق التي أعلنت عنه ولا حتى عدد القتلى، إلا أنها أكدت أن وحداتها سجلت 16953 تدخل خلال أسبوع، شملت مختلف مجالات أنشطتها من بينها 1532 حادث مرور أدى إلى وفاة 58 شخصا وجرح 1706 آخرين تم إسعافهم ونقلهم إلى المراكز الاستشفائية، فيما لقي 186 أشخاص آخرين حتفهم في الشواطئ والأحواض المائية، كان أثقلها تلك المسجلة في ولاية سطيف ب 79 حادث مرور أدى إلى وفاة خمسة أشخاص وجرح 83 آخرين تم إسعافهم وتحويلهم إلى المراكز الاستشفائية. وفيما يخص عمليات الإجلاء الصحي، قامت وحدات الحماية المدنية ب 6766 تدخل، حيث تم فيها إسعاف وإجلاء 779 وتحويل 5668 مريض إلى المستشفيات من طرف أعوان الحماية المدنية، في حين سجلت مصالح حراسة الشواطئ، ومنذ 1 جوان 37021 تدخل عبر 360 شاطئ مسموح للسباحة، حيث تم إنقاذ 24711 شخص من الغرق، في حين تم تقديم الإسعافات ل 9720 مصطاف من طرف أعوان الحماية المدنية وتم تسجيل وفاة 85 شخصا، 61 منها في الشواطئ الممنوعة للسباحة. أما الغرقى في البرك والمجمعات المائية، فسجلت وحدات الحماية المدنية منذ الفاتح من جوان الماضي، وفاة 101 شخص، 30 شخصا في السدود، 17 في الأودية، 37 في المجمعات المائية والبرك، و15 شخصا في الأحواض الاصطناعية.