قدّمت السفارة اليابانيةبالجزائر، ليلة أول أمس، وبمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، عرضا مسرحيا تقليديا من نوع ال “بونراكو" “مسرح الدمى المتحركة"، بقاعة ابن زيدون برياض الفتح. إكتسى ركح قاعة ابن زيدون جوا يابانيا، بدءا من الملابس التقليدية التي ارتدتها الدمى وبعض المضيفين اليابانيين، وصولا إلى اللغة المسرحية المتحدثة من طرف المنظمين. الفرقة المسرحية تتكوّن من أربعة عشر فردا، لكل دمية ثلاثة محركين، إذ يكشف المحرّك الرئيسي وجهه عكس زملائه الملتحفين بالرداء والقناع الأسودين. يتربّع على يمين المنصّة موسيقيان يعزفان على آلتي “سامبيسين" يرافقهما الراوي، يجلس الثلاثة على ركبهم فوق وسائد، وكل منهم يرتدي لباس ياباني تقليدي (كيمونو). كان العرض مؤلفا من ثلاثة مقاطع، المقطع الأول عبارة عن رقصة “سامبانسو"، وهي رقصة تقليدية لطلب السلم والازدهار من الأرض والشمس، أدّتها دميتان تمثلان مزارعين في حقل أرز. أما المقطع الثاني من العرض، فكان عبارة عن فقرة توضيحية، حيث شرح “تاكيميتو تسوكوما" (راوي القصة)، أسس المسرح الياباني، تاريخه وأنواعه. بينما تولى “تسوروزاوا اينزا" (أحد العازفين) الحديث عن آلة سامبيسين (وهي آلة يابانية تشبه القيثارة) وشرح كيفية استخدامها. واختتم الوصلة التوضيحية “كيريتاكي كانجورو" (محرك الدمية الرئيسي)، بالحديث عن الدمى المسرحية، أنواعها وكيفية تحريكها على الركح. ليعلن بدء المقطع الأخير من العرض والمتمثّل في مسرحية “الثعلب الأبيض" لصاحبها “شيكاماتوسو هانجي". تدور أحداث القصة في القرن السادس عشر، حيث تحاول أميرة إنقاذ خطيبها من مكيدة قتل مدبّرة، يساعدها ثعلب أبيض يرشدها نحو الطريق الصحيح لتحقق غايتها قبل فوات الأوان. حضر المسرحية جمهور غفير، معظمه من الشباب الشغوفين بالثقافة اليابانية، ولم يكن مشكل اللغة عائقا، حيث كتب نص المسرحية باللغة الفرنسية على شاشة العرض (الداتاشو)، كما ترجم الملحق الثقافي لسفارة اليابانبالجزائر الوصلة التوضيحية من اللغة اليابانية إلى الفرنسية.