احتج، صبيحة أمس، سكان قرية إفوزار ببلدية آث عيسى ميمون الواقعة على بعد 25 كلم شمال شرق مدينة تيزي وزو، بغلق مقري البلدية ووحدة الجزائرية للمياه تنديدا بأزمة العطش التي ضربت قريتهم منذ أسابيع وكذا على تأخر المسؤولين في تخصيص مشاريع تنموية. وحسبما أكد أحد ممثلي لجنة القرية في اتصال هاتفي ل “الجزائر نيوز" فإن الماء الشروب لم تسل في حنفياتهم منذ أكثر من شهر وأن سكان القرية سئموا من رحلات البحث عن المادة الحيوية بالاعتماد على الطرق البدائية وجلبها من الجبال والآبار أو شراء مياه الصهاريج بأثمان مرتفعة. وأكد أن أعضاء لجنة القرية رفعوا وبصفة متكررة مطالب للجهات المسؤولة على غرار رئيس البلدية ورئيس الدائرة ومسؤولي مصالح الجزائرية للمياه ونقلوا لهم المعاناة التي يواجهها السكان، مشيرا إلى أن لا أحد منهم تدخل وبقيت القرية دون ماء الشروب لأكثر من شهر “قريتنا تعاني التهميش والإهمال والمسؤولين لا يبالون بانشغالاتنا ولا بمعاناتنا". وفي سياق متصل، كشف ممثل قرية إفوزار أن قنوات الصرف الصحي تعرضت إلى الكسر والتخريب في عدة نقاط داخل القرية وأصبحت المياه القذرة تجري في السطح وتنبعث منها روائح غير محتملة “أمراض وبائية تهدد السكان وعدة حقول ومزارع مهددة بالتلوث"، وكشف أن القرية استفادت منذ سنة 2000 من مشروع قنوات الصرف الصحي لكنه توقف في وسطه لأسباب مجهولة “البلدية قدمت لنا وعودا بإكمال هذا المشروع لكن ذلك لم يتحقق رغم مرور 12 سنة، ولم تقدم لنا أي حجة مقنعة على ذلك". وأكثر من ذلك، أشار إلى أن سكان القرية أصبحوا يعتمدون على إمكانياتهم الخاصة لصرف المياه القذرة بإنجاز القنوات بأنفسهم وبطريقة عشوائية وفوضوية وأغلبها تصب في المزارع والحقول الفلاحية، حيث لم يخفِ أن ذلك يهدد القرية بكارثة وبائية وإيكولوجية حقيقية. وأضاف محدثنا، إن السبب الآخر الذي دفعهم للاحتجاج بغلق مقر البلدية هو الحالة الكارثية التي آل إليها طريق قريتهم “هو أشبه بطريق فلاحي تنتشر فيه الحفر والغبار والتي تتحول خلال تساقط الأمطار إلى برك مائية وأوحال يصعب استخدامه"، مؤكدا أن سكان القرية أقدموا العام الماضي على غلق مقر البلدية لمدة أربعة أيام كاملة للمطالبة بتعبيد طريق قريتهم الذي يبلغ 5 كلم “تلقينا وعودا من طرف رئيس البلدية بتعبيد الطريق في أقرب وقت لكننا تفاجئنا بتخصيص مشروع لتعبيد 2 كلم فقط من أصل 5 كلم"، مشيرا إلى أن السكان يرفضون هذا القرار ويصرون على ضرورة تعبيد الطريق كليا وبالنوعية الجيدة على غرار أغلب القرى. ونظرا لعدم تجسيد المسؤولين لوعودهم التي قدموها لأعضاء لجنة قرية إفوزار في مختلف المناسبات وكذا لتأزم الأوضاع الاجتماعية والبيئية بهذه القرية فالسكان قرروا التمسك بالاحتجاج وغلق مقري البلدية ووحدة الجزائرية للمياه وشل كلي للخدمات فيها إلى غاية الاستجابة الفعلية لمطالبهم ودون استثناء وهددوا بالتصعيد من لهجة الاحتجاج في حالة تأخر المسؤولين في التدخل.