عادت الحركة الاحتجاجية مرة أخرى صبيحة أمس إلى الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين بجاية و سطيف عبر أميزور الذي عمد سكان قرية ونداجة إلى غلقه في وجه الحركة المرورية على مستوى مقر بلديتهم برباشة، 45 كلم جنوب غرب بجاية، مثلما قاموا بالموازاة مع ذلك بغلق مقر الدائرة للتنديد مرة أخرى بعدم وفاء المسؤولين بوعودهم المقدمة منذ الصائفة الماضية من أجل التكفل بالانشغالات المطروحة من قبل قاطني هذه القرية الجبلية الذين يتخبطون في العديد من المشاكل المرتبطة بحياتهم اليومية و التي يتصدرها غياب شبكة للصرف الصحي للمياه القذرة مما يجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض المتنقلة عن طريق المياه جراء تسرب المياه القذرة الى قنوات ايصال المياه الصالحة للشرب. و كان السكان قد قاموا السنة الماضية بغلق مقر بلدية برباشة و كذا الطريق الوطني 75 في وجه الحركة المرورية لمدة أسبوع كامل و قدمت لهم وعود بتسجيل هذا الانشغال ضمن أولويات هذه السنة في سياق البرامج القطاعية التي تتكفل بها مديرية الري للولاية في ظل عدم قدرة البلدية على التكفل به من الناحية المالية باعتبار أن تكلفة الانجاز تقارب ثلاثة ملايير و نصف مليار سنتيم حسب الدراسة التي تم القيام بها. لكن حسب المحتجين، لا شيء تحقق في هذا القبيل على الرغم من مرور عام كامل على الوعد المقدم من قبل مصالح الولاية و هو ما أثر فيهم كثيرا معتبرين أن هذا التصرف يعتبر بمثابة استهزاء من قبل المشرفين على تسيير أمور البلدية و عدم جديتهم مما دفعهم مرة أخرى إلى التعبير عن تذمرهم من هذا الوضع بالخروج إلى الشارع مع غلق الطريق و كذا مقر الدائرة لإيصال صوتهم إلى مختلف الأطراف لعلها ستجد آذانا صاغية هذه المرة حسب تصريحات ممثلي سكان القرية الذين يطالبون أيضا بحل مشكل تزويدهم بالماء الشروب مع تعبيد الطريق المؤدي إلى قريتهم المتواجد في وضع جد متدهور. للتذكير فإن سكان هذه القرية كانوا قد أشعروا مسؤولي البلدية و كذا الدائرة بالقيام بهذه الحركة الاحتجاجية منذ أسبوعين أملا في ايجاد حلول، لكن انتهت المهلة المحددة و لا شيء أنجز مما دفعهم إلى الخروج إلى الشارع و الاحتجاج بطريقتهم الخاصة و هي الطريقة التي أصبحت مألوفة ببجاية خلال السنوات الأخيرة بالاعتماد على أسلوب الطرقات من أجل المطالبة بحل مشاكلهم اليومية. و كان رئيس بلدية برباشة محند صادق أقرور كان قد أقر أن الميزانية المالية السنوية للبلدية المحددة بمليارين و ثماني مائة مليون سنتيم غير قادرة على الاستجابة لكافة المشاكل المطروحة من قبل سكان هذه القرية و هو ما يستوجب تدخل مصالح الولاية في إطار الميزانية القطاعية و هو ما ينطبق كذلك على باقي القرى الأخرى البالغ عددها أزيد من عشرين و التي يتخبط قاطنوها في نفس المشاكل يوميا على الرغم من المجهودات المبذولة في إطار البرامج البلدية للتنمية إلا أنها لا تزال غير كافية بالنظر لتفاقم المشاكل. و من جهتنا لم يتسنى لنا الحصول على رد من قبل مسؤولي الدائرة لكون المقر كان مغلوقا من قبل المحتجين. و على صعيد آخر تسببت هذه الحركة في اضطراب كبير للحركة المرورية على مستوى هذا المحور الرابط بين و لايتي بجاية و سطيف، الأمر الذي دفع بالسائقين إلى المرور عبر الطريق الولائي رقم 58 الرابط بين أميزور و برباشة مرورا على قرية أيت سيدي علي في الوقت الذي أصر فيه المحتجون على التشبث بقرارهم إلى غاية تنقل والي الولاية إلى عين المكان من أجل التباحث معهم قصد ايجاد الحلول الملائمة لانشغالاتهم المطروحة بعدما فقدوا الأمل في البلدية و الدائرة و عدم ثقتهم فيهم م.أ