أجمعت الإحصاءات الأخيرة على أن عدد الجزائريين المسجلين على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك"، في تزايد مستمر تجاوز منذ ماي الفارط الثلاثة ملايين مسجل. إلا أن الاستعمال اليومي لهذه الصفحات، يكشف عن مزاج “الفيسبوكي" الجزائري، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسياسة والرياضة، فيتحول إلى مصدر للتعبير العنيف والعدواني. رغم أن الجزائري لا يضع ثقته العمياء في شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك"، حسبما أعلنت عنه دراسة حديثة، إلا أنه لا يتوانى في استعمال جداره لطرح ردة فعله السريعة والآنية، بخصوص ما يحدث حوله من ظواهر سياسية واجتماعية ورياضية بالدرجة الأولى. فالخبر على جدار هذا وذاك، يشبه الفتيل السريع الاشتعال والانتشار، فبمجرد طرح أحدهم لمعلومة حتى يتقاسمها الجميع، ويصبح الخبر الصغير كالنار في الهشيم، ليتعدى حدود الجدران ويصل الآذان والآسماع، كما هو الحال منذ أيام قليلة فقط، عن شائعة وفاة رئيس الجمهورية، منذ الساعات الأولى من الصباح، وحتى قبل فتح أبواب المدارس والمؤسسات. عيون تبقى مفتوحة على الفيسبوك، لا تنام ولا تعرف للنعاس طريقا، تظل ترقب الجديد، وتمد المتصلين بسعرات فيسبوكية، يتأثر بها المتلقي دون عناء. ظاهرة بحاجة إلى التدقيق في خلفياتها الثقافية والاجتماعية والعلمية. فقد أشار موقع مختص إلى أن 41٪ من مستعملي الفيسبوك يعتمدون عليه لأغراض مهنية، بينما 32 منهم يتخذونه وسيلة للإبداع الفني والتعريف بأعمالهم. بينما تحدث مقياس “سوسيال باكرز. كوم"، في آخر كشف إحصائي له شهر ماي المنصرم، عن عدد الجزائريين المسجلين في هذه الشبكة الاجتماعية، بلغ 3.4 مليون، أي ما يمثل 3.386.800 مسجل عبر كامل التراب الجزائري، مقابل 35 مليون نسمة، ما يصنف الجزائر في المرتبة 48 في الترتيب الدولي. للإشارة، تسجل مصر 10.7 مليون مقابل 82 نسمة، تونس ما يقارب 3 ملايين مقابل 10 مليون نسمة، أما في المغرب فهم 4.3 مقابل 32 مليون نسمة. «القوة الفيسبوكية" المجندة خلف شاشات الكمبيوتر، إن صدق هذا الوصف، بحاجة إلى تحليل مكوناتها، وضبط بروفيل كل عنصر من عناصرها، خاصة أنها تولد في بعض الحالات ردود فعل عنيفة تظهر جليا في التعابير اللفظية أو الصور المرفقة، مثلما حدث عقب مباراة كرة القدم بين الجزائر وليبيا، ومئات الصور المركبة والتعاليق المرفقة، الداعية إلى ضحد “الليبي" في لقاء البليدة المرتقب؟ بروفيل مستعمل الفيسبوك في الجزائر، كما أشارت إليه إحصاءات “سوسيال باكرز"، يغلب عليه عنصر الشباب، بنسبة 42٪ من فئة العمرية (18-24 سنة)، 27٪ ل (25-34 سنة)، أما فئة 13-15 سنة ف 7٪، لتنخض إلى 3 مع أصحاب 35-44 عاما، لتصبح دون الواحد بالمائة. إلا أنها أرقام بحاجة إلى تفسير دقيق من قبل المختصين، للكشف عن هوية المستعمل في هذه الفئة، أو عند الرجال (64٪) والنساء (32٪).