اعتبر الكاتب القبطي والخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية عماد جاد أن إنتاج فيلم يسيء للرسول محمد يعد إساءة توظيف لحرية التعبير والإبداع المكفولة بالولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤكداً أنه يرفض هذا التوظيف المسيئ للحرية قبل أن يمثل إزدراء لدين الإسلام ورسوله، وقال جاد إن الأقباط المصريين يرفضون مثل هذه الإستفزازات لأنهم جزء من النسيج المصري العام الذي يشكل الإسلام أحد أعمدته الرئيسية. كيف تقرأون تداعيات إنتاج الفيلم الأمريكي الذي يسيء للنبي محمد، وتعاطي بعض أقباط المهجر معه، وما حدث في السفارة الأمريكية بالأمس؟ أولاً علينا أن نفرق بين انتاج الفيلم الذي يعد توظيفا سيئاً للغاية لحرية التعبير والإبداع المكفولة قانونا في الولاياتالمتحدة، وإزدراءً للدين الإسلامي الذي يدين به أكثر من مليار مسلم، منهم المواطنين الأمريكيين المسلمين، وهو أمر نرفضه جميعا وندينه، وبين التداعيات التي حدثت أمام السفارة الأمريكية نتيجة هذه الاستفزازت، فهذه الأخيرة أيضا تجاوزت العرف الديبلوماسي والمعاهدات الدولية باقتحام المسيرة لمبنى السفارة، فهذا أيضا مرفوض.. لكن المكفول قانوناً هو الاحتجاج السلمي. قيل إن أقباط المهجر شاركوا في انتاج الفيلم وكذلك فيما سمي بمحاكمة الرسول بتهمة التطرف؟ أي اقباط مهجر، الأقباط سواء في الداخل أو الخارج ليسوا قماشة واحدة.. وهناك جاليات قبطية متنوعة ومختلفة سياسياً وفكرياً، ومن دعم هذا الفيلم هو من المجموعة الشاذة فكريا وغير المنتمية لروح الأديان السمحة، وبالتالي فهي لا تمثل إلا ذلك الفكر الشاذ والمتطرف، ولا يمكن إطلاق وصف أقباط المهجر على عمومه عليها. فمعظم أقباط المهجر، أدانوا هذا السلوك المشين لأنهم جزء من النسيج المصري، الذي يشكل الإسلام أحد أعمدته الرئيسية. وبالتالي فإن من يدعم فكرة الفيلم ينبغي متابعته بكل الوسائل لأن التصدي لكل طرف يسيء إلى أي دين أو معتقد أو مقدس يعد أحد أهم التحديات التي نواجهها في مصر ما بعد الثورة. وكيف يمكن متابعة ذلك وبأي وسيلة في رأيك؟ لقد سبق وأن طالبت، قبل الأحداث الأخيرة، بضرورة استصدار قانون مصري حازم يجرّم الإساءة إلى الأديان والمعتقدات، وذلك من أجل حماية المجتمع المصري، من أهواء التطرف التي يمكن أن تعصف به. والآن وبعد كل ما حدث تبين أننا بحاجة ماسة إلى هكذا قوانين تجرّم كل من يساهم في تأجيج النزعات المتطرفة من أي جهة كانت، فالكثير من صحفنا ومنابرنا للأسف لا تزال تعزز هذه النزعات الطائفية. ما الذي يدعو الولاياتالمتحدة في رأيك إلى تشديد الرقابة حول مقرها بالجزائر وتحذير رعاياها وهي التي أشادت بالأمس بالإصلاحات واقتناع الجزائريين بها؟ الولاياتالمتحدةالأمريكية في الدبلوماسية، ليست هي ذاتها الولاياتالمتحدةالأمريكية عندما يتعلق الأمر بأمنها، فهي حذرة وشديدة وتتعامل بكل جدية، فهي تعلم أن الخطر يتهددها من طرف الجماعات الإرهابية خاصة وأن الوضع الذي حذرت منه هو في المنطقة الأكثر توترا اليوم عبر العالم. كيف تتوقع أن تتطور الأحداث بالمنطقة على الجزائر بعد مقتل السفير الأمريكي؟ قبل ذلك دعني ألفت النظر إلى نقطة مهمة وهي أن الجزائر ربطت علاقاتها في ال 12 سنة الأخيرة مع الغرب وكأن مصير العالم أو الجزائر يرتبط حصريا بهذه البقعة من العالم، بينما أهملت إفريقيا. لقد فضل الرئيس الجزائري ربط مصير الجزائر بالغرب وكان بفضل التواجد بالاتحاد الأوروبي على الاتحاد الافريقي، فلم يزر بوتفليقة طيلة عهدته دولة في إفريقيا بمنطقة الساحل مثلا، بينما زار باريس سبع مرات. والحل؟ على الجزائر أن تعيد النظر في سياستها الخارجية وعلاقاتها وأولوياتها انطلاقا من مصلحتها التي هي من مصلحة الشعب الجزائري. فالعلاقات الجيدة مع دول الجوار هي من بين أهم الملفات التي ينبغي أن تبرع فيها الدبلوماسية الجزائرية.