تكشف نغزة سعيدة رئيسة مجمع شركات “سوترالكوف" للبناء والأشغال العمومية أهم المشاكل التي تعترض برنامج الرئيس للسكن، وكيف أن سياسة الوزير السابق وإدارته أهلكت البرنامج الرئاسي بدل خدمته. ماهي في اعتقادك اليوم المشاكل التي ينبغي حلها فورا وبأولوية لإنجاح البرامج السكنية؟ المقاولون الجزائريون يعيشون مشاكل متشابهة جميعا، وإذا كان هناك مقاول ليس لديه مشاكل فمعناه أن هناك خللا ما. مثلا بالنسبة إلينا فنحن نستقبل بشكل شبه يومي العمال المطالبين بحقوقهم من المؤسسة. ولماذا يحدث هذا.. فدواوين التسيير تطالبك بآجال معينة لا ينبغي تجاوزها، لكن بالمقابل هذه الأخيرة لا تتنقل مصالحها بسهولة مثل مكاتب الدراسات للإطلاع على سير الأشغال وبالتالي الترخيص بمواصلة الانجاز ويدوم التأخر في بعض الأحيان لمعاينة الأشغال ما بين أسبوعين إلى ثلاثة، وإذا احتسبنا كل تأخر بهذه المدة، فمعناه أن التأخر النهائي سيكون أعواما، وكمثال، لدينا ورشة في درارية مدة إنجازها أقل من 20 شهرا، إلا أن مثل هذه المشاكل جعلتنا نتأخر لثلاث سنوات، والأكثر من ذلك لما نراسل أصحاب المشروع يرفضون حتى استقبالنا وحتى التأشير على استقبال بريدنا. والأدهى والأمّر هناك دواوين تعتمد مكاتب دراسات خارج الولايات التي يوجد عليها المشروع وهذا منافٍ للقانون الذي يفرض على مكتب الدراسة أن يكون حاضرا في حدود الولاية التي تحوي المشروع. أما مصالح مركز المراقبة التقنية يجب أن تكون من أكابر القوم حتى ينزلون إلى معاينة أشغالك، بينما تلك المعاينات تحرر مستحقاتنا التي بدورنا نحرر بها وضعيات مالية غير مسوية خاصة وضعيات العمال، فهناك وضعيات ومستحقات لم نتلقاها منذ سبعة أشهر، وهناك محاولات غير منطقية لتحميل مؤسسات الإنجاز التأخرات، بينما الواقع يُملي عكس ذلك. وماذا عن المستفيدين من السكنات؟ هذه معاناة من نوع آخر، فالمستفيدون يبحثون دوما عن تاريخ تسلم مفاتيح شققهم وهذا من حقهم، ولكن يعتقدون دوما أن مصدر المشكلة في التأخر هي شركات الإنجاز. وما هي الحلول في اعتقادك؟ اقترحنا على الكنفدرالية العامة للمتعاملين الاقتصاديين تأجيل دفع أعباء بعض المصالح إلى غاية تسوية أصحاب المشاريع لمستحقاتنا وذلك على أساس مذكرة تفاهم مع الحكومة والوزارات الوصية، لأننا لا نرغب في الوقوع في حالات تنافي تفرض علينا دفع مستحقات بينما نحن لم نتلق مستحقاتنا. لكن ألا ترين أن ضعف إمكانياتكم أكبر من المشاكل التي تعانونها؟ لا، سيدي، نحن إمكانياتنا عالية ونحن شركاء مؤسسات أجنبية روسية ولبنانية ونتمتع بخبرة كبيرة واليوم الحقيقة المرة أن هؤلاء الشركاء لم يجدوا الإمكانيات التي ينبغي على الدولة توفيرها كي يعملوا. فالشريك الذي يقف على مشاكل من هذا النوع لا بقاء له معنا، بكل صراحة الوزير السابق نور الدين موسى كسّر وسائل الإنجاز الوطنية والمقاولين وكسّر برنامج الرئيس بإعانة من أعوانه في الدواوين، فلا أعرف مديرا واحدا من هؤلاء الذين تعاملنا معهم، أتمّ عمله على أحسن وجه، “فسوترالكوف"، تملك الإمكانيات الحقيقية من وسائل ومواد بناء فلدينا هكتارات من المرامل والحجر والرخام وشركاء لمؤسسات ذات خبرة. وماذا عن الأرقام التي منحها للرئيس وسبق وأعلنتها الصحافة على لسانه من حيث الإنجازات، أنتم تعاملتم معه وتوجدون على الميدان، ما مدى صحتها ؟ الأرقام التي كان يمنحها الوزير السابق لا أؤمن بها إطلاقا، وبصراحة إذا استمر الوزير الحالي بمدراء الدواوين السابقين الذين عملوا مع موسى فلن ينجز شيء، رغم الثقة التي وضعناها فيه، لأننا استمعنا إلى تصريحاته وقرأناها على الصحافة وقد أعادت لنا الثقة بشكل كبير، وإذا تم تذليل ما سبق وأن قلناه من مشاكل فسنمشي جميعا معه من أجل مخطط الرئيس. هناك مشكل كبير فمكاتب الدراسات ينبغي أن تكون في ولايات المشاريع وليس خارجها حتى تسير.