«الانتخاب واجب وبصوتي أو بدونه سيتم تشكيل المجالس، لذلك أفضل أن أختار من سيمثلني سواء وفى بوعده مستقبلا أو أخلفه.. المنتخب عندنا لا يحمل إلا الاسم ولا همّ له سوى تحقيق مصالحه الضيقة.. الناس معادن لكن المسؤولية تجعل الجميع ينصهرون في قالب واحد وهو حب الذات.. ليس جميع المنتخبين شر بل فيهم من خدم مصالح الشعب.. هي عباراة وأخرى جاءت على لسان بعض سكان ولاية قسنطينة ممن التقتهم “الجزائر نيوز"، صباح أمس، في أول يوم من الحملة الانتخابية وعكست بشكل واضح وصريح البرودة التي واكبت بداية المنافسة بين التشكيلات السياسية من أجل تسيير المجالس المنتخبة البلدية والولائية. سمية، طالبة جامعية قالت “أكيد سأنتخب لكن ما أتمناه هو أن يفي من سأختارهم بوعودهم وعدم اتباع سياسة من سبقوهم"، وأضافت زميلة لها كانت برفقتها “هي المرة الثالثة التي سأنتخب فيها وعلى عكس المواعيد الانتخابية السابقة هذه المرة نحن متفائلون بحدوث تغيير في ظل المعطيات الجديدة التي ظهرت في الساحة السياسية". وعكس تصريحات سمية وصديقتها، صبت عبارات ثلاثة شبان يعانون من البطالة منذ سنوات في قالب الناقمين على المنتخبين والإدارة، لأنه لا أحد اهتم بمشاكلهم ومطالبهم التي قوبلت بالرفض بالرغم من شرعيتها، محمود خريج جامعة قال “كل شيء في بلادنا بالمعريفة والمحسوبية، وكل من يصل إلى كرسي المسؤولية لا يخدم سوى أهله وأحبابه، أما عامة الشعب فلا أحد يلتفت إليهم إلا عندما تحين ساعة الانتخاب، لذلك أنا قررت أن أكون سلبيا في هذا الموعد الانتخابي ولن أنتخب"، وأضاف مرافقه، وهو شاب يبلغ من العمر 28 سنة “لقد فاتنا القطار ولم نحقق شيئا في الحياة، لأن كل الأبواب نجدها مغلقة في وجهنا وكل من نطرق بابه إما يطلب مقابلا نحن عاجزون عن تقديمه أو لا ينظر إلينا تماما". أما صديقهم الثالث، وهو ابن حي شعبي بقسنطينة قال “أنا لم يسبق لي أن انتخبت، لكن أفراد عائلتي لم يتخلفوا أبدا عن مثل هذه المواعيد وفي كل مرة ينتظرون التغيير على يد من يختارونهم، لكن لم أسمع في يوم من الأيام أن من وضعوا ثقتهم فيهم كانوا عند حسن الظن". من جهتهم، شيوخ التقيناهم على مستوى أحد المقاهي قال أحدهم: “الانتخاب واجب، وكما يوجد المليح كاين الدوني ولا يمكن أن نضع جميع المنتخبين في زاوية واحد ة، لأنه يوجد منهم من خدم الشعب ووفى على الأقل بالقليل مما جاء في برنامجه" وأضاف آخر “لا يجب أن ننسى كذلك أن المهمة ليست سهلة كما يتوقع الجميع والمنتخب لا يملك الصلاحيات الكافية التي تخول له القضاء على كل المشاكل وتجسيد برنامجه كما جاء". من جهته، أحد المترشحين عن حزب جبهة التحرير الوطني للمجلس الشعبي البلدي بقسنطينة قال: “أن يدير المواطن ظهره للمنتخب أمر منطقي، لأن الإرث الذي تركه السلف لا يشرّف، لكن المستقبل لن يكون كذلك إن شاء الله، لأن الساحة السياسة شهدت الكثير من التغيرات، ودون شك هذه النقلة ستكون داخل الأحزاب والمجالس المنتخبة كذلك".