أَدعوك إلى أن تَتَحلَّى بالسكْر... * المهدي أخريف سُكارى قُدامى لم يأبهوا لآهات أم كلثوم كَانوا يتهامسون عن أثر نابليون في البلاد المنخفضة وعن سحر الشرق وانهيار أوربا في الحرب الكونية الثانية ويتحدثون عن استقامة اللغة في ميزان الذاكرة وحيوات الايسكيمو في مكعبات الثلج يشربون يدخنون يضحكون يسعلون ويتأسفون على من غاب من ندماء العمر الجميل وعلى من مروا من رحابة «حان مالكا" وانتشوا إلى حد الهيام والخدر والهذيان هيهات أن يعود الذي ولَّى هكذا كانوا يتصايحون في صحة - ذاك المجهول - الغامض كانوا يتجرعون بنهم العطشان في صحراء بلا قرار أنخاب النبيذ “المغربي" لم يكن في وسعهم أن ينسوا رحابة “ساحة فردان" المفعمة بأرجوحة التسامح نصارى معمرون أو ربما يسوعيون لا أدري..؟ يهود مغاربة أو مغاربة يهود ما همَّ مسلمون قادمون من تصدع الشرق وأمازيغيون منحدرون من سلالة «ماسينيسا" وآخرون من جذور إفريقيا وموريسكيون هاربون من مقصلة محاكم التنفتيش معاً إلى حد الانصهار يشغلون الفضاء والأمكنة والتفاصيل يشيدون صرح حياة برمتها بعيدا عن نصل السيف والدم المراق بلا معنى قريبين إلى حد الثمالة من شرفات الاستعارة لتكتمل الصورة تماما عن أناس عمروا الساحة بخفقان القلب وغبار الأحذية وكأس الحياة...