بضع دقائق كانت كافية لبتر أصابع الطفل "م.مهدي" ذي الأربع سنوات وهو يلعب بحديقة التسلية المنجزة حديثا بمحاذاة مركز الراحة للمجاهدين بمحيط المحطة المعدنية لحمام الصالحين في بلدية الحامة، الواقعة على بعد 4 كلم غرب عاصمة الولاية خنشلة. الطفل مهدي لم يكن يدري أن الأرجوحة المصنوعة من صفائح حديدية حادة وبدون أي معايير أمنية ستكلفه عاهة مستديمة، وربما ستحرمه حتى من الالتحاق بمقاعد الدراسة، وهو الآن طريح الفراش بمصلحة طب الأطفال بعد أن بذل طاقم الطب الجراحي مجهودات كبيرة لإعادة زرع الأصابع المبتورة لإعطائه بصيصا من الأمل لمسك قلم الكتابة والالتحاق بالمدرسة، لتدخل أسرته في حسرة كبيرة عن مصير ابنها وعن الجهة التي بإمكانها التكفل به. ومن جهة أخرى، سقطت الطفلة "ح.ب" على رأسها في نفس المكان ونجت بأعجوبة من الموت، وقد أثارت هذه الحادثة حديث الشارع الذي أصبح يطلق اسم "مقصلة الصغار" على هذه الأرجوحة الخطيرة.