توصلت، أمس، عناصر الشرطة العلمية بولاية بجاية بمستشفى خليل عمران إلى تحديد هوية أحد الإرهابيين المقضي عليهم يوم الجمعة المنصرمة بالمكان المسمى “أغولاذ" بمنطقة أدكار المتواجدة في الشريط الحدودي بين ولايتي بجاية وتيزي وزو، ويتعلق الأمر بالإرهابي المدعو “مخفي رابح" والمكنى “الشيخ عبد الناصر" يبلغ من العمر 45 سنة وينحدر من ولاية بومرداس، وهو قيادي بارز ويشغل منصب مسؤول عسكري بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بمنطقة القبائل. هذا، وتواصل مصالح الشرطة العلمية مهمة الكشف عن هوية الإرهابيين الآخرين المقضي عليهم في نفس العملية. واستنادا لمصادر أمنية على صلة بملف مكافحة الإرهاب، فإن القيادي البارز “الشيخ عبد الناصر" يعتبر من عناصر الثقة للأمير الوطني عبد المالك درودكال المكنى “أبو مصعب عبد الودود" ويعتبر أحد النواة الصلبة والرأس المدبر للهجمات والاعتداءات ويتكفل بالتخطيط العسكري والميداني. وأشار مصدرنا إلى أن “الشيخ عبد الناصر" كان وراء التخطيط للهجوم الإرهابي الذي استهدف نقطة مراقبة متقدمة للجيش الوطني الشعبي بمنطقة اعزازقة يوم 15 أفريل 2011 والذي راح ضحيته 17 عسكريا. كما شارك في التخطيط للهجوم الإرهابي الذي استهدف ليلة 15 جوان المنصرمة مقر أمن دائرة واسيف الذي أسفر عن مقتل 3 أعوان الشرطة وإصابة 4 آخرين من بينهم مدنيين. ومعروف عنه أنه إرهابي كثير التنقل بين ولايات كل من تيزي وزو وبجاية والبويرة، بومرداس والعاصمة، ويتكفل أيضا بالتنسيق العسكري بين كتائب وسرايا المنطقة المسماة “مثلث الموت" بالوسط. وأضاف مصدرنا أن القيادي مخفي رابح يتكفل بالتدريب العسكري للعناصر الإرهابية الجديدة على مستوى معسكرات التدرب المتواجدة في معاقل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وخصوصا بمنطقة إيعكوران أقصى شرق ولاية تيزي وزو، فضلا عن اختصاصه في استهداف مواكب الجيش بالتفجير عن بعد. هذا، وتعتبر عملية القضاء على الشيخ عبد الناصر المسؤول العسكري في التنظيم الإرهابي والذراع الأيمن لدرودكال ضربة أخرى موجعة وقوية يتلقاها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في الصميم تضاف إلى الضربات المتتالية التي مست نواته الصلبة وذلك بالقضاء على عناصر عديدة أغلبهم أمراء وقياديون بارزون، وتعتبر سنة 2012 فأل شر على تنظيم درودكال، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية بمنطقة القبائل من تصفية العديد من القياديين والأمراء وكانت البداية بتصفية أمير سرية ثاخوخث المدعو “محند أورمضان" المكنى “الخشخاش" وذراعه الأيمن في الفاتح من جانفي وبعدها القضاء على القيادي “بكاي بوعلام" المكنى “خالد الميغ" مكلف بالعلاقات الخارجية في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والذراع الأيمن لدرودكال، ووضع أمير كتيبة الفاروق “حداد فوضيل" المكنى “أبو دجانة" حد للعمل المسلح وتسليم نفسه لمصالح أمن واضية في أكتوبر المنصرم، فضلا عن توصل الأجهزة الأمنية إلى وضع حد لأكثر من 60 إرهابيا خلال السنة الجارية بكل من تيزي وزو والبويرة وبجاية.