أبو حفص مدبر تفجيرات 2007 والمحاولة الأخيرة لتنفيذ هجمات في العاصمة نجحت مصالح الأمن ليلة الجمعة في الحدود بين ولايتي بجاية والبويرة في القضاء على العمود الفقري لتنظيم ما يمسى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المكنى ''أبو حفص كمال'' واسمه الحقيقي بوريحان كمال. وهو عضو مجلس الأعيان والمنسق بين المناطق، وهو من مدبري هجمات 11 أفريل 2007 وخطط لتنفيذ تفجيرات وسط العاصمة قبل نهاية العام الماضي. العملية التي قامت بها مصالح الأمن جاءت، حسب مصادر ''الخبر''، بناء على معلومات استخباراتية دقيقة حول تحركات الأمير الذي يعتبر العلبة السوداء للنواة الصلبة لتنظيم القاعدة بحكم المناصب التي تولاها منذ التحاقه بالتنظيم الإرهابي المسمى ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، وبالنظر أيضا إلى علاقته القوية بأمير التنظيم درودكال باعتباره الذراع الأيمن الذي يعول عليه في التخطيط والتنفيذ للعمليات الإرهابية في كل مناطق التنظيم بصفته همزة الوصل. وقد تم القضاء على ''أبو حفص'' في كمين على طول الطريق الوطني رقم 33 الرابط بين حيزر وتيكجدة؛ حيث كان على متن سيارة من نوع ''دي أف أم'' استولى عليها بالسرقة من أحد المواطنين. هذا الأخير احتجزه الإرهابيون إلى وقت متأخر من الليل لمنعه من تبليغ مصالح الأمن. وقد تم في الكمين استرجاع سلاح الإرهابي. شغل الأمير المقضي عليه عدة مناصب هامة في التنظيم وتكفل بمهام كبيرة، وهو معروف لدى مصالح الأمن بمشاركته الفعالة في التخطيط لتنفيذ هجمات أفريل 2007 وعمليات أخرى خطيرة عندما كان يشغل منصب القائد العسكري للمنطقة الوسطى؛ حيث أشرف على معظم العمليات الإرهابية التي استهدفت العاصمة وولايات الوسط. وكافأ تنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' الإرهابي المقضي عليه نظير العمليات الإجرامية بتوليته منصبا أعلى في هرم الإمارة الوطني؛ حيث عين مكلفا بالاتصالات لمنطقة الوسط ليصبح في وقت قياسي مسؤولا وطنيا للاتصالات والتنسيق بين المناطق، وهو المنصب الذي تولاه خلفا للإرهابي لوزاعي مراد المكنى ''نوح أبو قتادة'' الذي قضت عليه مصالح الأمن في أكتوبر 2009 بمنطقة خيثر في ولاية البيض. وتحول الإرهابي ''أبو حفص'' قبل القضاء عليه الجمعة الماضية إلى العمود الفقري للتنظيم بعد أن تولى مهام كان يقوم بها من قبله على مستوى الإمارة الوطنية رجال ثقة درودكال وهما كل من زهير حارق المكنى'' سفيان فصيلة'' والإرهابي سعداوي عبد الحميد المكنى'' يحي أبو هيثم''. وتفيد المعلومات المتوفرة بأن القضاء على الأمير يمثل ضربة قوية للتنظيم، خاصة أن مخططات إعادة التموقع وفك الحصار المطبق على التنظيم كانت بحوزته، وأن المخططات التي كانت بحوزته وكان هو من أعدها في سرية ولم يطلع عليها باقي مقربي درودكال ما يرمي بالاستراتيجية الجديدة في مهب الريح . وقد حاول التنظيم في الأشهر الأخيرة صد أية محاولة تسريب لمعلومات من طرف أمراء في التنظيم أبدوا نيتهم في التوبة نظير تقديم معلومات هامة حول تحركات ومخططات أمرائه مثلما هو الحال لمخطط اختراق العاصمة الأخير في 6 مناطق داخل، وفي ضواحي العاصمة مثلما انفردت ''الخبر'' بنشره. وهي مخططات كانت من تدبير ''أبو حفص'' لكنها أجهضت في المهد وأجهضت معها محاولات تجنيد إرهابيين من طرف بعض منظري التنظيم الذين تم القبض عليهم قبل نهاية السنة الماضية. وجاء القضاء على هذا القيادي ليتبين أن تسريب المعلومات من وسط التنظيم لمصالح الأمن متواصل.