قبل إجراء مقابلة الجزائر ورواندا الأخيرة، كان المنتخب المصري لكرة القدم قد حقق فوزا مهما في زامبيا مكنه من الإبقاء على خيط حظوظه في الذهاب إلى نهائيات مونديال 2010، ومع عودة الأمل المصري بدأت ''حرب الكواليس'' التي يبدو أنها لن تنتهي إلا بعد مواجهة الحسم في القاهرة يوم 14 من الشهر القادم· لا شك أن الكثير تفاجأ بنزول محمد روراوة من المنصة الشرفية ووقوفه إلى جانب كرسي الاحتياط وكأنه المدرب الفعلي للمنتخب الجزائري، الأمر -حسب مصادر عليمة- يتعلق بحالة قلق شديد من أن تنتهي المواجهة بهزيمة المنتخب الجزائري أو على الأقل يفرض عليه التعادل. وأسرّت مصادر ل ''الجزائر نيوز'' أن رئيس الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم كان قد تكلم مع المدرب الوطني رابح سعدان، طالبا منه عمل المستحيل من أجل كسب نقاط اللقاء حتى ولو كان ذلك بأضعف فارق على الإطلاق بسبب معلومات كان قد تحصل عليها مفادها أن وفدا مصريا كان قد سافر في الأيام الأخيرة إلى دولة غينيا، ويبدو أنه تمكن من عمل شيء في الكواليس مع الحكم الذي أدار المقابلة، وأكبر دليل على ذلك هو إقدام الحكم نفسه على إلغاء هدفين شرعيين للمنتخب الجزائري، أحدهما لا غبار عليه ولا يحتاج أي إنسان عاقل إلى المجادلة بشأنه· وأكدت مصادرنا أن محمد روراوة بنزوله إلى خط التماس كان يبعث برسائل غير مباشرة إلى الحكم الغيني الذي يعرفه معرفة جيدة، ويعرف مدى قدرته في الفعل في كواليس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، حتى يكف الحكم عن تحيزه المفضوح ويخشى على مستقبله الرياضي. ويبدو أن عمل روراوة قد أتى بثماره عندما عاد الحكم قليلا عن التحيّز المفضوح، وبدا واضحا حالة القلق الشديد التي كان عليها المدرب الوطني الجزائري رابح سعدان الذي بدا ''منرفزا'' وفقد السيطرة على أعصابه ربما لأول مرة في تاريخه الكروي، وعبّر عن فرحة كبيرة عندما تمكن اللاعب كريم زياني في آخر دقيقة من الوقت المضاف بدل الضائع· والآن، وبعد نهاية مواجهة الجزائر ورواندا بسلام وكسب المنتخب الوطني الجزائري لنقاط اللقاء رغم التحيّز المفضوح للحكم الغيني الذي أدار اللقاء، يبدو أن معركة الكواليس التي تسبق مواجهة القاهرة المنتظرة لم تنته، بل كان ذلك الأمر مجرد بداية لها. وفي هذا الصدد، علمنا من مصادر مقربة أن محمد روراوة رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم يكون قد طلب رسميا من رئيس الكنفدالية الإفريقية لكرة القدم عيسى حياتو، ضرورة استقدام حكام من أوروبا يرجح أن يكون الثلاثي من إيطاليا أو ألمانيا لإدارة المواجهة المنتظرة بين ''الخضر'' و''الفراعنة'' تجنبا لأي تلاعب في الكواليس، بعد أن ثبت بالدليل القاطع ضعف حكّام كرة القدم الأفارقة وتورط الكثير منهم في اتفاقات مشبوهة بعيدا عن روح كرة القدم· ولا يبدو أن الطرف المصري سيبقى مكتوف اليدين، فرئيس الإتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر، الذي بدأ معركته النفسية ضد المنتخب الجزائري مسبقا عندما لعب على الأعصاب واتهم الحكم الغيني قبل المواجهة بالتحيز للجزائر، إنما كان يقوم بدعاية تورط الحكم الغيني أكثر في التحيّز ضد المنتخب المصري· ويبدو أن المباراة لن تحسم في ملعب القاهرة في تسعين دقيقة فقط، بل أن معركة الكواليس التي بدأت قبل الأوان قد تعمل على حسم المواجهة، وهو الأمر الذي يدركه الطرف الجزائري جيدا والمعركة ما تزال متواصلة، وقد لا تنتهي بعد مقابلة لقاء ''الفراعنة'' و''الخضر'' بالقاهرة منتصف الشهر القادم·