استنكر الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين، ببروكسل، الاعتداءات التي قامت بها المجموعات الإسلامية بتمبكتو شمال مالي، من خلال تدمير جديد لما يسمى ب “أضرحة الأولياء الصالحين" التي تعتبرها هذه المجموعات مخالفة للشريعة الإسلامية. وقد جاء هذا الاعتداء بعد يومين من الاتفاق المبرم بين حركة تحرير الأزواد وحركة أنصار الدين شمالي مالي بفندق الأوراسي بالجزائر، أين تعهد الطرفان بالتوقف عن كل الأعمال العدائية في مناطق تواجد عناصر كلا الحركتين، فضلا عن توفير الأمن وكل ما يتعلق بجوانب العمل الإنساني، كما يرى المتتبعون للشأن المالي أن هذه الحادثة هي رسالة تتضمن تأكيد الحركات الإسلامية المرتكزة في شمال مالي على إصرارهم في تطبيق الشريعة الإسلامية ووضعها فوق كل الاعتبارات. وقد عبر الاتحاد الأوروبي على لسان رئيس دبلوماسيته كاترين اشتون في بيان تلقت “الجزائر نيوز" نسخة منه، عن الاعتداء ووصفه ب “الصدمة العميقة" جراء تدمير هذه القبور التي تعتبر مقدسة عند المسلمين من سكان هذه المناطق، كما أنها تدخل ضمن الثقافة والتراث الإسلامي الرائد في هذه المدينة الإسلامية الإفريقية، كما دعا إلى الحماية العاجلة لهذا الموروث الثقافي الإسلامي الفريد من نوعه في إفريقيا. وفي شهر جويلية الماضي، قام الإسلاميون في شمال مالي بتدمير العديد من هذه المقابر ردا على قرار اليونيسكو بوضع تمبكتو في قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، وكان زعيم أنصار الدين المكنى بأبو الدردار قد صرح بأنه “لن يكون هناك ضريح واحد في تمبكتو، لأن الله لا يحب ذلك، وسندمر كل الأضرحة الموجودة في الأحياء". تدمير هذه المقابر بالإضافة إلى بتر الأيادي الذي طبق على بعض المشتبه بهم في القيام بالسرقة هذا الجمعة في غاو، والذي يدخل في إطار تطبيق الشريعة الإسلامية، يأتي بعد موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع على قرار يجيز التدخل العسكري شمال مالي ابتداء من شهر سبتمبر 2013 من أجل مطاردة المتمردين الإسلاميين والقضاء عليهم، أين أوكلت هذه المهمة لقوات إفريقية مشتركة كان قد كلف الاتحاد الأوروبي بتدريبها والإشراف عليها تقنيا.