وصف محند سعيد بلحاج رئيس بلدية تيزي وزو، الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها المدينة خلال الأيام القليلة الأخيرة، بمؤامرة مدبرة من طرف أشخاص يحلمون بالعودة إلى الفوضى العارمة التي شهدتها المنطقة عقب إحداث الربيع الأسود ل 2001· وحسب المتحدث، فإن هؤلاء الأشخاص يرغبون في زرع البلبلة مجددا للاستفادة من عدة امتيازات عن طريق تحريض الشباب للخروج إلى الشارع، وغلق الطرقات، وتخريب الممتلكات العمومية دون حجج مقنعة· واعتبر محند سعيد بلحاج الشباب الثائر ضحايا تلاعبات وحسابات أعدتها مجموعة من رجال الظل، الذين تعودوا على السباحة في المياه العكرة· وحسبه، فإن الأوضاع التي تشهدها عاصمة جرجرة مؤخرا تؤكد صحة تصريحاته، حيث أن الحركات الاحتجاجية خلال السنوات المنصرمة بمثابة نداء استغاثة لشباب عدة أحياء تعاني من الفقر والنقائص في المرافق والهياكل القاعدية، لكن هذه الاحتجاجات أخذت أبعادا أكثر خطورة لأن الذين يغلقون حاليا الطرقات يرفضون جملة وتفصيلا التفاوض مع السلطات، هذا ما يصعب من مهمة احتواء الأوضاع، حيث أكد في هذا الشأن ''أن المظاهرات الأخيرة تقودها مجموعة من الشباب ليس من السهل التفاوض معها، لكنني مضطر في كل مرة إلى التنقل إلى موقع الاحتجاج، لأنني أتحمّل مسؤولياتي كاملة، حيث وصل الأمر بالبعض إلى حد وصفي برجل المطافئ، لكن ذلك لا يمنعني من تحمّل مسؤولياتي كاملة لأنني منتخب من طرف الشعب''· وقال رئيس بلدية تيزي وزو إن تحسن الأوضاع على مستوى أحياء تيزي وزو يعود إلى تغيير ذهنيات المواطنين الذين يطالبون بعدة أمور في آن واحد، معتقدين أن المسؤول الأول عن البلدية بإمكانه أن يغير الأوضاع في رمشة عين، لكن هذه النظرة ضيقة وخاطئة، ويجهل أصحابها أن تجسيد مشاريع تنموية يستدعي وقتا طويلا، خاصة وأن المنطقة قد مرت بفترة فراغ منذ سنة 2001 لأسباب يعلمها العام والخاص، وأن التأخر الذي نتج عن تلك الفترة يصعب تداركه في وقت قصير· ومن جهة أخرى، أكد رئيس بلدية تيزي وزو أن مصالحه لم تستفد من مشاريع تنموية مثلما يعتقد البعض، فالمشاريع الكبيرة هي من صلاحيات مختلف مديريات الولاية، والتي استفادت من أغلفة مالية كبيرة بإمكانها الاستجابة لحاجيات أكثر من 17 ألف قاطن بمدينة تيزي وزو· واعتبر القاضي الأول لأكبر بلدية بتيزي وزو، أن الحل الوحيد هو العمل ومواصلة بذل مجهودات إضافية مستقبلا عن طريق وضع استراتيجية تضمن التكفل بحاجيات ومطالب المواطنين·