كشفت مصادر إعلامية أمريكية أن السفير الأمريكي لدى الجزائر “هنرى إنشر" ومسؤولين أمريكيين في مكافحة الإرهاب عرضوا تبادل المعلومات مع القوات الأمنية الجزائرية، من أجل مساعدتها في القضاء واعتقال المسلحين على أراضيها والمناطق القريبة مع حدودها. وقالت ذات المصادر إن هذا التحرك يعكس الدعم والتأييد المتناميين داخل الإدارة الأمريكية من أجل اتخاذ مزيد من الخيارات القوية ضد المتطرفين في المنطقة، منذ الهجوم على منشأة للنفط بإن أمناس الشهر الماضي، مما أسفر عن مقتل العشرات من بينهم ثلاثة أمريكيين وتركيز المخاوف والاهتمامات على النشاط الإرهابي في قارة إفريقيا. وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز" في عددها الصادر، أمس، إلى أنه وفقا لهذه الخطة، سيتم تزويد القوات الجزائرية بمعلومات من قبل طائرات بدون طيار أمريكية لتمكينها من تنفيذ عمليات داخل الجزائر أو ربما في مكان محدد عبر حدودها. وأضافت أن الولاياتالمتحدة تزود بالفعل بمعلومات مراقبة للمهمة العسكرية التي تقودها فرنسا في مالي للتصدي للجماعات المسلحة التي سيطرت على الجزء الشمالي من مالي في العام الماضي، ولفتت الصحيفة إلى أنه في وثيقة مرسلة لوزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي، وفقا لمسؤولين في الإدارة، حث السفير الأمريكي على ملاحقة المسلح الجزائري مختار بلمختار العنصر المدبر لهجوم حقل النفط كأولوية قصوى. وأوصى في النهاية بأن تبلغ الإدارة الأمريكيةالجزائر أنه في حال السماح لواشنطن بتحليق طائرات بدون طيار عبر حدود أراضيها إلى جانب مالي، سيتقاسم الأمريكيون المعلومات مع الحكومة الجزائرية. وأوضحت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة كانت تسعى دائما إلى تعاون مع الجزائر في مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات مع حكومة ترفض التعدي على سيادتها، حيث سمحت فقط بتحليق الطائرات الأمريكية بدون طيار خلال عملية حقل الغاز وأصرت على سحبها فور انتهاء العملية، وأضافت أن المسؤولين الأمريكيين يأملون تغييرا محتملا في قرارات مسؤولي الجزائر حيال التخلي عن سياساتهم السابقة بعدم إجراء عمليات عسكرية خارج حدود أراضيها، حيث تجلى ذلك عقب إبلاغ الجزائرالولاياتالمتحدة بأنها استعدت لتنفيذ عمليات في مناطق حدودية.