استنجدت واشنطن بالخبرة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب وعرضت من خلال هنري انشر سفيرها بالجزائر وعدد من كبار مسؤوليها على سلطاتنا مساعدتها في قتل واعتقال المسلحين المنتشرين في المناطق القريبة والمحاذية للحدود الجزائرية، عن طريق مبادرتها بمقترح تبادل المعلومات مع قواتنا الأمنية تحت غطاء تفعيل جهودها في مكافحة الإرهاب، لتغطية اضطرار استعانتها بالمقاربة الجزائرية. وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير نشرته أمس على موقعها الإلكتروني أن هذا المقترح أو الخطة الأمريكية ستفرز تزويد الأخيرة للقوات الجزائرية بمعلومات من قبل طائرات بدون طيار أمريكية لتمكينهم من تنفيذ عمليات داخل الجزائر أو في أماكن محددة عبر حدودنا. كما حث في السياق ذاته هنري إنشر في وثيقة أرسلها لوزارة الخارجية الأمريكية وفقا لمسؤولين في الإدارة على ملاحقة المسلح الجزائري مختار بلمختار كأولوية قصوى، موصيا الإدارة الأمريكية بتبليغ الجزائر أنه في حال السماح بتحليق الطائرات الأمريكية بدون طيار عبر حدود أراضيها إلى جانب مالي، سيتقاسم الأمريكيون المعلومات معها- على حد تأكيد الصحيفة ذاتها-. هذا وأبرز تقرير "نيويورك تايمز" الحرص الدائم للولايات المتحدة على التعاون مع الجزائر في مساعيها لمكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات، في محاولة واضحة من سلطات البيت الأبيض لتغيير قناعة حكومتنا المصرة على رفض التعدي على سيادتها من خلال منع إجراء عمليات عسكرية بالقرب من حدودنا، واستدلت الصحيفة في ذلك بالتأكيد على أن الجزائر سمحت فقط بتحليق الطائرات الأمريكية بدون طيار خلال عملية تيغنتورين وأصرت على سحبها فور انتهاء العملية، مبرزة في السياق ذاته أمل المسؤولين الأمريكيين في تغيير محتمل في نفوس مسؤولينا حيال التخلي عن هذه السياسة التي طالما عرفت الجزائر بحرصها على تبنيها تجنبا لأي تدخل أجنبي في قراراتها أو أي تهديد لأمنها القومي تحت طائلة مكافحة الإرهاب قرب حدودها.