قلت لحماري: هاهو وزير الشؤون الدينية يلتفت أخيرا لهموم الناس ويفكر في تجنيد المساجد من أجل التوعية والتحسيس من خطورة الاختطاف وغيره... نهق حماري نهيقا ساخرا وقال: الأصل أن المسجد هو البيت الأول للتوعية، لكن في هذا الزمن الغريب حتى في المساجد حدثت تجاوزات كبيرة في حق الأطفال من طرف رجال الدين أنفسهم وسمعنا من الفضائح ما يكفي. قلت: والحل إذن؟ قال: هذه الوزارة وجدت في الأصل من أجل الاهتمام بشؤون العباد الدينية والدنيوية ولكن لم نلمس شيئا ملموسا في عملها. قلت لحماري التعيس: ماذا تريد مثلا؟ قال: أنت تعرف سنوات الجمر، التي عشناها وتعرف مخلفات الإرهاب الكارثية، التي انجرّت عن ذلك من فراغ ديني وروحي وهشاشة على المستوى النفسي والفكري... وهذا كله يحتاج إلى عمل جبّار من طرف الجميع، لكن ما ناه عكس ذلك تماما. قلت: أظن أن الوضع بدأ يتماسك.. قال: هذه مهمة الجميع، لكن التماسك الذي تتكلم عنه بعيد المنال لأن الجرائم، التي حدثت مؤخرا تدل على أن المجتمع فقد بوصلة هامة جدا. قلت: تظن أن كل ما يحدث مرتبط بالماضي يا حماري؟ نهق نهيقا مخيفا وقال: الخوف ليس مما يحدث ولكن من الذي سيحدث في المستقبل. قلت: المستقبل؟ هل يمكن أن يحدث أكثر من هذا؟ قال غاضبا: إذا بقي الوضع كما هو أكيد سينفجر.. قلت: فعلا لم نتصور يوما أن يقتل الأطفال على شاكلة قتل العصافير. قال: لقد بدأت ترى وتحلل الوضع بجدية.. قلت: والدولة هل يكفيها وزارة الشؤون الدينية حتى تحل المعضلة؟ قال ساخرا: خلي البئر بغطاه واصمت.