شيع، أمس، جثمان المحامي عمار بن تومي، أول وزيرعدل جزائري، إلى مثواه الأخير، بمقبرة بوزريعة بأعالي العاصمة، عن عمر يناهز 90 سنة، حيث ألقيت عليه النظرة الأخيرة، أمس، بقصر العدالة عبان رمضان، بحضور عائلته ورفاقه وأسرة القضاء يتقدمها وزير العدل حافظ الأختام، محمد شرفي. قالوا عن الراحل: محمد شرفي (وزير العدل): كان رمزا للدفاع عن الحريات" قال وزير العدل محمد شرفي، ل“الجزائرنيوز"، أن هذا المصاب الجلل يجمع، اليوم، كل أسرة القضاء من محامين وقضاة ومساعدين قضاء... لأن الرجل كان رمزا للدفاع عن الحريات أثناء الثورة التحريرية، وكان رمزا لبناء الدولة الجزائرية، إذ أسندت له مهمة بناء أهم مؤسسة في الدولة وهي المؤسسة القضائية، وأضاف الوزير بعد إلقائه النظرة الأخيرة على المرحوم، بن تومي، وتعزية عائلته، أن الأستاذ بن تومي، كان رمزا لنضال الحريات الفردية وحريات الشعوب، لأن نضاله لم ينحصر من أجل الشعب الجزائري فقط، بل واصل نضاله حتى من أجل كل الحريات في العالم، وهذا الرمز الفذ قد يكون مصدر إلهام للأجيال القادمة والحاضرة، لما يتميز به من تفاني وإخلاص في العدالة سواء النظامية أو في وسط المجتمع. سعيد بوحجة (عضو اللجنة المركزية بالأفلان): “بن تومي كان يقف دائما ضد الفساد" قال بوحجة “أنا أعرف الرجل جيدا وكنت أسمع به عندما كنت مجاهدا في الولاية الثانية، وكان الرجل من الأوائل الذين ناضلوا ضمن هيئة المحامين الذين يدافعون عن المجاهدين المسجونين، والذين حكم عليهم بالإعدام، فهو مناضل للدفاع عن أبناء الثورة، وبعد الثورة سمعت به كرجل محاماة وعدل وتقلد وزارة العدل بعد الاستقلال". ورد بوحجة على سؤال يتعلق بتزامن وفاة أول وزير عدل في ظل الحديث عن مصداقية العدالة وفضائح الفساد، مؤكدا أن الرجل كان يؤمن بجزائر نظيفة وكان يعمل دائما على تحقيق الغايات التي ناضل من أجلها، وهي جزائر تسودها العدالة، لذلك كان يقف دائما ضد الفساد وضد كل ما يعيق المسار الطبيعي السليم لتنمية البلاد على كل المستويات، إلى أن وافته المنية وترك رصيدا كبيرا وهام، وعلى رجال القضاء المحافظة عليه لجزائر عادلة ونظيفة. عبد الرزاق بارة (مستشار برئاسة الجمهورية): “بن تومي كان أحد أعمدة القضاء في الجزائر" أكد، مستشار رئاسة الجمهورية، عبد الرزاق بارة، أن بن تومي، كان أحد ركائز المحاماة في الجزائر، وقد جمع الرجل هذه الخصال النضالية أثناء الثورة التحريرية لأنه يتمتع بخبرة عميقة في القانون، لاسيما في الجزء المتعلق بقانون الجنايات، حسب المتحدث، الذي أشار إلى أنه عندما التحق بالمحاماة في بداية السبعينيات، كان الوزير الأسبق، نقيب المحامين، وأحد أعمدة القضاء الجزائر، حيث كان يحرص على حضور جلساته، وهو ما أكد أنه مكنه من تعلم الكثير منه. علي هارون: “بن تومي واصل نضاله من أجل كبريات القضايا السياسية" قال علي هارون أن “بن تومي كان من أقدم المحامين في القضاء الجزائري، ولعب دورا هاما قبل 1954، حيث كان يدافع عن مناضلي جبهة التحرير المتابعين قضائيا من قبل السلطات الفرنسية. وكان مناضلا في الأفلان وتم توقيفه من قبل السلطات الفرنسية وبعد أن تم الإفراج عنه واصل نضاله ضمن صفوف الثورة إلى أن انتزعت الجزائر استقلالها ليعين الرجل وزيرا أولا في عهد الجزائر المستقلة، وواصل بن تومي نضاله من أجل كبريات القضايا السياسية والقضائية، حيث ترك بصمته في القضاء الجزائري وأظن أنه بفقدانه، اليوم، تكون الجزائر قد فقدت أحد ركائز قضائها".