يرى المعلق الرياضي، لخضر بريش، مدير مكتب الجزيرة الرياضية بإسبانيا، أن كل الضغط يقع على كاهل المنتخب المصري في مواجة 14 نوفمبر القادم أمام المنتخب الجزائري الذي بإمكانه قطع تأشيرة المونديال من إستاد القاهرة بكل جدارة ·· ويرى أن السياسيون يحاولون أن يحرفوا اتجاه الكرة برميها إلى الشارع وسط شحن الجماهير لتلهيتها، وهذا، في رأيه، لا يخدم الشعبين الجزائري والمصري ·· كما يتحدث، لخضر بريش، عن أمور أخرى في حوار ثري مع ''الجزائر نيوز'' ومن بينها النقد الإعلامي الذي وجه له عندما قال أن الجزائر حققت معجزة بفوزها على روندا ·· كيف ترون المقابلة المقبلة بين مصر والجزائر؟ وماهي حظوظ المنتخب الوطني في الفوز والتأهل لمونديال جنوب إفريقيا؟ في البداية، وكمناصر للمنتخب الجزائري وليس كصحفي، أرى أن الجزائر بإمكانها أن تفوز حتى لو كان ذلك في ملعب القاهرة، لأن كل الضغوطات، الآن، هي على كاهل المنتخب المصري والمدرب شحاته، وحتى الآن، نعرف أن هناك مشاكل كثيرة في صفوف المنتخب المصري كتقدم سن اللاعبين الكبار كأحمد حسن وأبوتريكة ومحمد بركات والحارس أيضا، وعليه فهناك تخوف كبير من المنتخب الجزائري، أما بالنسبة للذين كانوا حاضرين في 1989 في ستاد القاهرة، ففوز المنتخب المصري عام 89 لم يكن مقنعا للمصريين، لأنه كان هناك اعتداء على الحارس العربي الذي نقل إلى المستشفى ثم اتهام بلومي بأنه هو الذي أصاب الطبيب المصري، وأظن أن الظروف، الآن، مواتية أكثر لأن المنتخب الجزائري يضم لاعبين كبارا، كبار من حيث تحمل الضغط ومن حيث القدرة على تطبيق الخطط التكتيكية لأنهم تكونوا في المدارس الفرنسية المختلفة ولا أحد منهم يتأثر بضغوطات الجمهور، وحتى الإخوة المصريين لن يفكروا أين ستلعب المباراة، هل في ملعب صغير أم في ستاد القاهرة، أكبر ملعب في مصر· هناك بعض المعلومات نشرتها الصحافة الجزائرية تقول أن السفارة المصرية بالجزائر خصصت 8000 تأشيرة للمشجعين الجزائريين، هل ترون من خلال ذلك أن مصر تريد أن تلعب ورقة الضغط الجماهيري على الفريق الوطني في الملعب الذي ستختاره والذي ستقام فيه المباراة؟ أشك في أن تمنح 8000 تأشيرة للمشجعين حتى لو كانت المباراة في ستاد القاهرة، فمن تابع وشاهد المباراة في 89, لاحظ أننا كنا معزولين جدا في ستاد القاهرة، الجمهور إلى جانب الصحافة التي كانت مكلفة بتغطية المباراة، وطبعا المصريون سيعتمدون على هذه الطريقة ولهم الحق في اختيار الملعب الذي يرونه مناسبا لتأهيلهم مثلما تعودنا نحن على اختيار ملعب البليدة للضغط على المنتخبات الأخرى، لكن كل ما نتمناه هو أن تجرى المباراة في روح رياضية عالية بين أشقاء مسلمين، عرب وأفارقة من شمال إفريقيا، نحن نتمنى أن يكون الفوز للأفضل، فإن فاز المنتخب المصري سنفرح له وسنكون أول المشجعين له في كأس العالم القادمة بجنوب إفريقيا، كما أتمنى من الجمهور المصري وخاصة الصحافة المصرية أن تكون رياضية وأن تتقبل النتيجة مهما كانت وأن تقام المباراة في ظروف جيدة، وسيكون الفوز للأفضل، فنحن نريد ممثلا قويا لإفريقيا· هل ترون أن المباراة قد خرجت عن طابعها الرياضي··؟ أظن أن الكرة المصرية، وبعد التتويجات الأخيرة قد وصلت إلى القمة، الآن كيف لها أن تحافظ على هذه القمة وهو شيء صعب جدا، وفي المقابل، فإن المنتخب الجزائري قادم بقوة، فهو منتخب شاب، لكنه منتخب تضحيات، ونستطيع القول أنهم جنود، فهم يشعرون بثقل المسؤولية وبالإنتماء رغم أنهم مغتربون، فقد لاحظنا أنهم ما إن يستمعوا للنشيد الوطني حتى يتحولون إلى جنود من أجل الوطن ومن أجل الفوز، لكنني، وفي مقابلة سابقة وحصرية على الجزيرة الرياضية، سألت الكابتن رابح سعدان: ''أتمنى ألا يستغل الفوز في الجزائر وفي مصر سياسيا، لأننا نعرف بأن في مصر يستغلون الفوز سياسيا 100%، وحتى في الجزائر أو دولة أخرى، لكن هذه المباراة تعد كلاسيكو عرب، وقد تخرج عن نطاقها الرياضي، وهذا ما لا نتمناه لأن السياسيين يريدون أن يبعدا الجماهير والشعب عن مشاكله اليومية، ولو لسبعة أشهر قادمة، لحين إقامة كأس العالم، فهناك من يريد أن ينسي الشعب مشاكله في البلدين· نعود إلى تعليقكم في قناة الجزيرة حول مقابلة الجزائر رواندا، الذي صرحتم فيه بأن فوز الجزائر كان معجزة بعد أن حرمها الحكم من هدف ثم منحها هدفا آخر، وخاصة أن الصحافة الجزائرية قد تلقت هذا التعليق باستياء كبير؟ أولا، أريد أن أقول أن لا أحد يستطيع أن يعطينا دروسا في الوطنية، ونحن متأكدون أننا جزائريين، ويجب أيضا أن نعلم بأننا صحفيون ويجب أن نكون موضوعيين ومحايدين، ولا يجب أن نكون مشجعين مثل البعض، وأنا أعرف أن هذا الموضوع ليس مطروحا في الصحافة الجزائرية، لكنه مثار من خارج الجزائر، فهناك دائما من يريد أن يسيء للصحفيين الجزائريين في الخارج، وأنا أعيدها للمرة الألف أن من حق أي صحفي أن ينتقل إلى الخارج متى سمحت له الفرصة، لكن يجب أن يمثل بلده أحسن تمثيل· أعود، مرة ثانية، للموضوع، وإن كان لا يهمني ولم أسمع به من قبل، ما قلته معجزة وسأعيده لأن المنتخب الرواندي مع الحكم كلاهما كانا ضد الجزائر، فبطبيعة الحال، فإنه معجزة أن تفوز على فريق يؤازره حكم المباراة الغيني الذي ألغى هدفا صحيحا للفريق الوطني شاهده العالم بأسره على التلفزيون إلا الحكم الغيني الذي لم يشاهده، وقلت الحمد لله لأنه منحنا ضربة جزاء لأنه كان بإمكانه ألا يمنحنا إياها وأن يقول بأن السقوط كان خارج منطقة الجزاء مثلا أو فوق الخط، وبهذا، فأنا أقول أن لا أحد له الحق في أن يزايد علينا، فنحن وطنيون ونعرف انتماءنا، لكن في الصحافة يجب أن نكون مهنيين، أن نقول الحقيقة ولهذا أؤكد قولي بأن فوز الجزائر معجزة بالنظر للإنحياز التام لحكم المباراة فرغم الإعتداءات الكثيرة على اللاعبين الجزائريين وتضييع الوقت من قبل الروانديين لم يشهر أي بطاقة لهم، فقد كان ضعيفا جدا· فيما يخص الطعن الذي تقدمت به الجزائر إلى الفيفا، هل تتوقعون أنها ستستجيب أم ستغض النظر عن معاقبة الحكم؟ لا أظن، لأن الأمر الآن أصبح من الماضي، ونتذكر في سنة 82 كيف تم إقصاء الحكم الروسي الذي ألغى هدف فرنسا في شباك الكويت، مباشرة في الليلة نفسها قررت الفيفا إقصاء الحكم وإعادته إلى بلده ·· ففي إفريقيا، النقطة السوداء تبقى دائما التحكيم، ولهذا فإن الجزائريين يطالبون بحكم أوروبي، فالكرة الإفريقية تطورت كثيرا من حيث اللاعبين والمدربين إلا الحكام، وأنا لا أتكلم عن الرشوة لكن عن المستوى الضعيف للتحكيم، فالحكم يجب أن يتطور لكي يصل إلى مستوى اللاعبين والمدربين· ما هو تكهنكم بنتيجة المباراة بين الجزائر ومصر؟ من الصعب جدا التكهن بنتيجة المباراة، لأن الذي يعرف أجواء مثل هذه المباريات سيقول أنها لن تكون مباراة سهلة، حتى بماجر، فرحاوي، بلومي ولاعبين كبار آخرين لم نستطع الفوز على المصريين في القاهرة، صعب جدا أن تفوز على المصريين في القاهرة، فقط أقول أن هذا الجيل هو جيل ذهبي جيل شاب، فقط يجب ألا نضع ضغطا كبيرا على اللاعبين، أظن أن التحضير من الأحسن لو كان في جنوبتونس، لأن المناخ حاليا بارد في فرنسا ولا يخدم كثيرا المنتخب الجزائري لأن المباراة ستجرى في القاهرة حيث الجو حار جدا في هذا الوقت، وأهم شيء أيضا هو إبعاد الللاعبين عن ظغط الصحافة والجمهور الجزائري، وأنا أقول أن الجزائر ستكون حاضرة بقوة في هذه المباراة، وسنعطي درسا لكل العرب، وأن هذه هي بداية انطلاقة الكرة الجزائرية من جديد· جرى الحديث في الصحافة الجزائرية، في الستة أشهر الماضية، حول احتمال التحاق اللاعب الشاب مهدي لحسن الذي أثبت جدارته في الليغا الإسبانية، بالمنتخب الوطني، وعن الإصطدام الذي حدث بينه وبين المدرب رابح سعدان، هل ترون أنه لم يفت الأوان لاستدعائه؟ أولا، سأعطيك معلومة ربما ستكون جديدة بالنسبة لك وبالنسبة للجمهور الجزائري، فأنا من اتصل بهذا اللاعب هاتفيا وبنادي سانتاندير، وحضرنا شريطا له حين كان يلعب في برشلونة وفالنسيا، وتم إرسال الشريط عن طريق سعادة سفير الجزائر بمدريد محمد حناش إلى المدرب رابح سعدان ومدير المنتخبات الجزائرية اللذان شاهدا الشريط، فاتصلنا به، ولم يكن مترددا، بل كان يتطلع لاستدعاء من المنتخب الفرنسي، لكنه عندما تأكد من أن المنتخب الجزائري يسير بخطى ثابتة وحقق نتائج، بدأ يلين نوعا ما، وأنا مع رأي المدرب في أنه لم يتصل به بعد ذلك لأنه كان يتكلم بلغة دبلوماسية ومراوغة أدهشت وفاجأت المدرب سعدان، وحتى رئيس الفدرالية السيد روراوة ومجموعة من المسؤولين الجزائريين، ولم يكن يرغب في اللعب مع الجزائر، ولما تبين الأمر بأن الجزائر قريبة جدا من المونديال أصبح يقول أنه جاهز، لكن فات الأوان، لا نغير فريقا يفوز لأن هذا قد يؤثر على اللاعبين لأنهم على دراية بأن هذا اللاعب رفض اللعب مع الجزائر وهناك من اللاعبين المحترفين من اتصل به وأكد له أن الأجواء ممتازة، لكنه كان في كل مرة يقول: ''يجب أن أزور الجزائر أولا، يجب أن تتعرف عائلتي على الجزائر ·· سأكون قبل مباراة مصر ·· سأكون في مباراة زامبيا·· يجب أن أتعرف على الزملاء·· سأزور المعسكر قبل أن آتي ··'' فقد وضع شروطا تعجيزية للمنتخب الجزائري· في الأخير، أحب أن أقاسمكم فرحتي ومع القراء الجزائريين بمناسبة اختياري كأحسن معلق رياضي بإفريقيا والعالم العربي· من جهتنا نهنيكم بهذا النجاح الذي هو تتويج إعلامي لكم و للجزائر، وشكرا ·