1/ نتثقفُ خفية بعيداً عن الأعينِ والألسنِ والحسد! نبني حياتَنا المثاليّةَ في الخيال نُفكّرُ سرّاً ونرفضُ سرّاً لكي لا نجرحَ إحساسهم عاداتهم وتقاليدهم وكأنّها وحيٌ من السّماءْ! في الذاكرة / نرسمُ أوطانَ حُلمنا كلَّ ليلة عند الصباح نرميها عنوةً وحزناً بعد أن نرى وجه واقعِ الوطنِ المحتوم! أتساءلُ قتلاً: كيف يبيعون أرضنا دون أن يستشيروا السّماء؟ وكيف يرسمون حياتنا البائسة دون أن يتفقَّدوا أحلامنا ويقرؤوا أفكارنا المشتّتة كيف يهربون هرولةً إلى التاريخ ويقتلونَ خلفهم مستقبلاً كئيب!؟ 2/ نمارس الحياة ونتنفّس سراً نحبُّ خفية لكي لا نزعج الكره نضحكُ... نُمارسُ فوضى الحبِّ نتمرّغ بين أحضانِ العشقِ نكتبُ الشِّعرَ... ونصرخ في المنام... بالوهم عند الصباح لا نلعنُ هذا الاستبداد ولا نزيح هذا العار بل نحمدُ الربَّ على نعمةِ النوم والحُلم! 3/ يلاحقنا كإبليس في كل وقت وشبر يعيش بيننا يسرق رغيفنا ويسحب رواتبنا وينام في فراشنا يتربّص بنسائنا! يُعلّمُنا في مدرسته الموقرة كيف الصمتُ جوهرة والرّفضُ والكلامُ عارٌ وَمَسخرةْ ينصحُنا بالنوم باكراً قبلَ نشرةِ الأخبارِ المُفصّلة قبل أن نرى المشاهد المفزعة جبانةٌ أطيافهم الساذجة التي تعيش بيننا تخاف علينا من الكوابيس المزعجة! ينهانا عن الجهاد والصلاة يأمرنا بالنوم وقتما يشاء ويرنُّ منبّهُنا وقتما يشاء! 4/ يا أنتم الذين تريدون أن تفصِّلوا لنا.. رباً على مقياسكمْ وديناً على أهدافكمْ...! لسنا كفاراً... ولا نعبدُ الأصنامَ! لنَا ربُّ أزليٌّ نَعتزٌّ بدينه..! لا تنتهزوا علاقتنا الضعيفة به وسوءَ فهمِنَا لأمره لتصنعوا لنَا رباً مزيفاً تُسطِّرون لدينهِ الأحكامَ..! سنتصالحُ يوماً بوعينا ونرسمُ بإذنه حياةَ الخلود ويتلاشى ربُّكُم المزيف من دونِ قطرةِ دمّ...! 5/ نعرف جدا أنّ الطريق طويلٌ وأنَّ ضريبةً الحلم عسيرة ونعرفُ أن ما بيننا وما بين حلمِنا قصّة حزنٍ مريرة وأنّ أغلبَ من يحيطون بنا لا يفقهون في الحلمِ شيّاً وأنهم ينتظرون قتلهُ قبل أن يولدَ حيّاً! ونعرف أن الطّموحَ عندنا بات جريمة وأنّ الخروجَ عن منطقِ هذي الحياة البائسة كفرٌ ومعصية! ليست هنا كلّ القضية فالمأساة الكبرى فينا دواؤها تصالحٌ مع ما نحمله فينا!