- أمريكا عودتنا على أنها لا تتراجع عن مواقفها المساندة للشعوب ونأمل أن تكون فرنسا مؤيدة لترقية حقوق الإنسان لم يخف سفير جمهورية الصحراء الغربيةبالجزائر، ابراهيم غالي، رغبة بلاده في أن تكلل المساعي الدولية لنصرة الشعب الصحروي المضطهد بالنجاح من خلال مصادقة أعضاء مجلس الأمن، لاسيما فرنسا ذات المهمات الجديدة كما قال، الذي سيشرع ابتداء من اليوم في مناقشة الوضع في الأراضي الصحراوية المحتلة على مطلب أمريكا وأصدقاء الصحراء الغربية في الأممالمتحدة، القاضي بتوسيع صلاحيات البعثة الأممية “المنوسور" لتشمل حمايتها والتقرير عن وضعية حقوق الانسان للشعب الصحراوي المحتل من قبل الاستعمار المغربي، باعتبارها البعثة الأممية الوحيدة التي تفتقر لمثل هذه المهام رغم أهمية حقوق الإنسان بالنسبة لشعب في حالة حرب. يشرع مجلس الأمن غدا في مناقشة التقرير الأممي حول الوضع في الصحراء الغربية، ماهي توقعاتكم؟ فعلا ستتم غدا مناقشة تقرير المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة حول ملف القضية الصحراوية، كما سيقدم عرض شفوي لأعضاء مجلس الأمن، ليعرض بعدها للنقاش حول محتواه الذي يتضمن عادة التقييم السنوي لمجريات المفاوضات، وما حدث من مواجهات بين الطرفين، بالإضافة إلى تقييم مسار وقف اطلاق النار. ويتضمن التقرير تقييما تفصيليا عن وضعية حقوق الانسان بالأراضي الصحراوية، لاسيما المحاكمة الجائرة للحقوقيين الصحراويين. ما قراءتكم للموقف الأمريكي الذي طالب بتوسيع صلاحيات البعثة الأممية لحماية حقوق الإنسان؟ الإدارة الأمريكية بصدد تحضير توصية لمجلس الأمن، وهي باقتراح ممن يسمون ب«أصدقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون، من أجل قضية الصحراء الغربية"، وهي مجموعة تعمل لصالح الأمين العام تجتمع لتحضير مسودة لعرضها للمصادقة من قبل أعضاء مجلس الأمن، حيث سيتم التصويت عليها في آخر الشهر الجاري، وبالضبط يوم الجمعة 26 أو 29 من هذا الشهر، من قبل أعضاء المجلس وهي أمريكا، فرنسا، روسيا، فرنسا، والصين، بالإضافة إلى المستعمر السابق للصحراء الغربيةإسبانيا. ما هي في رأيكم دوافع الولاياتالمتحدةالأمريكية في دفاعها عن المقترح؟ ما يجب التنبيه إليه أن هذا المقترح هو مطلب دولي، وقد طالبنا به لأن حقوق الشعب الصحراوي تنتهك ببشاعة وهمجية أمام العالم. كما أنه سبق لمنظمات مثل هيومن رايت ووتش، وامنيستي انترناسيونال، أن طالبا بهذا الأمر، لأن ما يجري في الأراضي الصحروية يجري في ظلام وصمت منذ 22 سنة من تواجد المينورسو التي لا يحق لها التدخل أوحتى الحديث عن حقوق الانسان، شريطة رفع مستوى البعثة الأممية إلى مستوى باقي البعثات الأممية، لاطلاع الرأي العام الدولي من خلال الأممالمتحدة لما يتعرض له الشعب الصحراوي من بطش الاستعمار المغربي. هل تتوقع صمود أمريكا في موقفها أمام محاولات المغرب لاحتوائه؟ نحن نرحب بهذا الأمر، ونأمل أن يتحول إلى حقيقة ويجسد فعلا، من حيث إعطاء البعثة صلاحيات وإمكانيات لإنجاح مهمتها هذه، لأنه حان الوقت ليعرف العالم ما يجري من حرمان وبطش ضد الشعب الصحراوي. ونأمل خيرا في تمسك أمريكا بموقفها أمام ضغط المغرب، لأن الأمريكيين توصلوا إلى استنتاجات نابعة من شكاوي نشطاء حقوق الإنسان، ومركز كنيدي للحريات باعتباره مركزا ذي صيت مسموع في مجال حقوق الانسان. وأظن أن الخطوة ستكون نهاية لانتهاكات المغرب لحقوق الإنسان التي يمارسها منذ 1975حتى يومنا هذا، ومنذ الإعلان عن المطلب إعلاميا والاحتلال المغربي يعيش حالة هستيريا، حيث أرسل 15 وفدا إلى كل عضو بمجلس الأمن وشن حملة شعواء، ودخل في اجتماعات متتالية بالقصر الملكي من أجل إجهاض هذا المجهود الإنساني. كيف تتوقعون الموقف الفرنسي، الذي عودنا على الانحياز للمغرب؟ نأمل أن تتعقل فرنسا، خصوصا أنها هددت منذ سنتين بالتصويت ضد المقترح، إلا أن موقفها هذه المرة سيكون متوافقا مع فرنساالجديدة، فرنسا هولاند وليس فرنسا ساركوزي، وأملنا أن تكون فرنسا مؤيدة. ما موقع الجزائر من التطورات الحاصلة في القضية الصحراوية؟ الجزائر دولة معنية بالقضية لأنها دولة مجاورة وعلى أرضها يوجد عدد كبير من اللاجئين الصحراويين، كما أنها من أول الدول الداعمة للقضية منذ بدايتها، وموقفها يبقى شامخا ودائما، فهي تتألم لتألم الشعب الصحراوي وسترتاح طبعا بعد تسجيد مهمة “المينوسور" التي كلفت بحماية وحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة.