طرحت “الجزائر نيوز" سؤالا يتعلق بمدى قدرة السياحة الداخلية في الجزائر على الاستجابة لحاجات السياح الجزائريين الذين كانوا يعوضون النقص الموجود في هذا الجانب بالذهاب إلى تونس، التي تعيش بعض القلاقل منذ الإطاحة بنظام بن علي، وعلى نحو أقل إلى المملكة المغربية من خلال الرحلات الجوية. وكانت أجوبة المهنيين والمتعاملين الذين استفسرناهم حول الموضوع على النحو التالي: أوديني بوجمعة / أستاذ بالمعهد الوطني للفندقة والسياحة في تيزي وزو: لابد من إعطاء أهمية أكثر لتكوين موظفي السياحة والفندقة السياحة الداخلية في الجزائر في وضعية لا تبعث على السرور لأن الجزائر عندها عدة إمكانيات بشرية وسياحية، ولذلك أتمنى من المعنيين العمل يدا في يد من أجل تطوير السياحة والفندقة على المستوى الوطني، ولابد من إعطاء أهمية أكثر لتكوين الموظفين في هذا المجال باعتباره الركيزة الأساسية في هذا القطاع، ولابد من تحسيس الجمعيات والمدارس من أجل تحضير المواطنين في مجال الثقافة السياحية باعتبار ذلك أمرا مهما من أجل تقبل الأخرين، والمواطن الجزائري لايزال بعيدا في المجال السياحي، حيث يبقى هذا الأخير مهمة الجميع. مناصر شريف / مدير وكالة تيمڤاد سفر، والنائب الأول في النقابة الوطنية للوكالات السياحية: مسؤولو الفنادق ملزمون بأسعار تتماشى مع المواسم السياحية عدد السياح الجزائريين الذين يذهبون إلى تونس تناقص فعلا، في الفترة الممتدة من جانفي إلى مارس من السنة الجارية 2013 بلغ هذا التناقص حوالي خمسين في المائة. التونسيون بدأوا رغم ذلك التحكم في الوضع، حيث عادت الأمور نوعا ما إلى مجراها في هذا الإطار. في الداخل ليست هناك كفاية في الفنادق، لاسيما مع قدوم المهاجرين، وهناك أيضا غلاء في الأسعار عندما يتعلق الأمر بالإقامة السياحية للجزائريين. إن الحل لهذه الوضعية يكمن في أن يتعلم مسؤولو الفنادق اللجوء إلى طريقة المواسم العليا والمواسم الدنيا، على اعتبار أنه يتم تطبيق أسعار مرتفعة في كل المواسم مجتمعة. محمودي محمد العيد / رئيس الديوان السياحي بڤمار. ولاية الوادي: لابد من إيجاد مناسبات محلية وأعياد من خلال تجربتنا المتواضعة في مجال السياحة، لاحظنا أن هناك إمكانية لإعادة السياحة الداخلية، خاصة في مناطق الجنوب، وبصفة أخص في الحنوب الشرقي، وذلك في ظل المشاكل الموجودة في دول الجوار، خاصة تونس التي كانت تستقطب العديد من السياح الجزائريين، وبالتالي ينبغي إيجاد مناسبات محلية وأعياد تمكن السائح من البقاء على المستوى المحلي ويستفيد منها، لا سيما مراعاة الأسعار في المجال السياحي الخاص بالعائلات. بليلي العياشي / مسير منتجع “عنصر القردة" في الشفة البلدية: حتى عند توفر الشروط .. تبقى هناك حاجة للإشهار كي تسير السياحة الداخلية إلى الأمام لابد من الإجابة على عدة أسئلة: هل هناك مرافق استقبال؟ هل هناك مؤهلات بشرية في الاستقبال؟ هل هناك المواصلات اللازمة على اعتبار أن ليس جميع الجزائريين لديهم سيارات وبعض الأماكن السياحية معزولة؟. كما أن هناك مسألة الأمن من وجهين: الأول من ناحية الظروف الأمنية العامة، والثاني من حيث الإجرام، وهو الجانب الذي وظفنا من أجله أعوان أمن. حتى نكون مثل المغرب وتونس في المجال السياحي لابد من الإجابة عن هذه الأسئلة. من جهة أخرى هناك بعض المناطق تتوفر فيها هذه الظروف ولكنها تحتاج إلى إشهار، حيث لا يمكن لنا الاستثمار في هذا الجانب الذي يتطلب أموالا ولابد من دعم من جانب وسائل الإعلام. عقبي خير الدين / مستشار رئيس الفيدرالية الوطنية للفندقة الجزائرية: المنافسة من شأنها خفض الأسعار السياحة هي ثقافة أولا، وثانيا إذا تكلمت عن تطور سياحة الجيران فهم يملكون تعددا في السياحة، فمثلا في مجال الإيواء لا توجد عندنا مخيمات باستعمال الخيم، وتلك التي تستعمل فيها العربات المزودة بعجلات. صحيح أن هناك عجزا عندنا في مجال الإيواء ولكن الآن يوجد في الجزائر أكثر من 1100 فندق بمختلف التصنيفات، وهناك أكثر من 700 فندق قيد الإنجاز، ولكن النقص يبقى قائما، وطالما كان هناك كثير من المستثمرين في مجال الفندقة فإن السعر- يقصد سعر الإيواء - سينخفض، حيث لابد من الوصول إلى المنافسة التي من شأنها خفض الأسعار. والجزائر لديها سياحة متعددة ومتنوعة على غرار السياحات الصحراوية والرياضية وتلك المتعلقة بالذاكرة، ولكن ذلك يتزاوج مع مجموعة من الإيواء.. بعث وتطوير الكثير من بيوت الشباب في التراب الوطني، وثانيا تطوير مساحات التخييم الغير موجودة، وثالثا دراسة إمكانية “السكن عند المواطن" - يقصد في مجال السياحة - ومن خلال ذلك كله يمكن امتصاص هذا الخلل الذي يتحدث عنه الجميع، من حيث أن الأسعار المطبقة عندنا مرتقعة، وهذا راجع إلى النقص الذي تحدثت عنه سابقا. محمود شربال / وكالة “مرحبا" للأسفار: هناك نقائص مثلما يحدث على مستوى الطيران ليس هناك عدد كاف من الفنادق، حيث لابد من امتلاك قدرات سواء من حيث التجهيزات أوالمؤهلات البشرية. ما يتم القيام به حاليا في هذا المجال هوعمل عشوائي، وما تراه هذا العام هو نفسه الذي تراه في العام القادم أيضا. صحيح أننا نعمل ولكن هناك نقائص، مثلما يحدث على مستوى توفير مقاعد كافية في مجال الطيران. أويحيى حمو / المدير العام لمؤسسة التسيير السياحي بتمنراست: لا يمكن تطوير السياحة في الجزائر من دون الصحراء فضلا عن فندقين نسيّرهما في تمنراست، لدينا أيضا وكالة أسفار، ما يمكننا من التكفل بالسياح في كافة المراحل. لقد أطلقنا منذ ثلاث سنوات عميات ترقية وتطوير موجهة نحو السياح الوطنيين، ومثلا فمن الفاتح جوان إلى 30 سبتمبر نقوم بتخفيضات تصل إلى 50 بالمائة بفندق “طاهات" وأيضا بالنسبة للخرجات السياحية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى لدينا أسعار تفضيلية لفائدة وكالات الأسفار والطلبة، وأيضا أسعار ترقوية، ومشاركتنا في هذا الصالون هي من أجل إعلام المواطنين بهذه التخفيضات، وهذا جيد لنا مع وجود تخفيضات على مستوى الخطوط الجوية الجزائرية وطيران “الطاسيلي"، حيث خفض السعر بواقع 50 بالمائة، وهذا يمكننا من العمل ويرد على الذين كانو ا يقولون إن الخطوط الجوية الجزائرية “لا تلعب اللعبة". بالنسبة للتوافد والكثافة فإن فندق “طاهات" كان ممتلئا عن آخره في شهر ديسمبر لمدة عشرة أيام، واستأجرت سيارات أخرى لدى خواص لاستغلالها في تلبية حاجات الزبائن الذين كانوا من الجزائر مع بعض السياح الأجانب. وعندما أقول أنه لابد من الانخراط في “اللعبة “ فإنني أقصد المحترفين في هذا المجال. وبالنسبة لتطوير وترقية السياحة فإني أؤكد أنه لا يمكن فعل ذلك في الجزائر من دون الصحراء، على اعتبار أنه لا أحد يمكن له منافستنا في المنتوج الصحراوي، وذلك بالنظر إلى المقومات التي منحنا إياها المولى عز وجل. صحيح أن هناك نقصا في الهياكل الفندقية والموجودة هي قديمة، ولكن الدولة وضعت إمكانيات ومنحت أغلفة مالية معتبرة من أجل ترميم كافة فنادق الجنوب.