قال الوزير الأول، عبد المالك سلال، في مستهل لقائه مع المجتمع المدني بباتنة أمس، إن الحكومة لن تصدر بيانا يوميا عن صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وانتفض قائلا:"أنا وزير أول وعندما أقول إن الرئيس في وضع صحي جيّد لا مجال لأن أُكذّب.. هل تعرفونني كذّاب.. يلعن..". فاجأ عبد المالك سلال المجتمع المدني عندما عرّج على ملف صحة الرئيس، بمزاج غاضب ومنتفض ضد الجهات التي تطعن في البيانات الرسمية للحكومة وتصريحاته الشخصية كوزير أول، حول حالة الرئيس الصحية. وقال سلال:"الرئيس مريض.. نعم حبيتوه ما يمرضش.. من الذي لا يمرض فينا؟"، مواصلا:"تريدون تصريحا كل نهار.. غير ممكن..هذا غير ممكن". بعد ذلك وضع الوزير الأول المجادلين في الرواية الرسمية لمرض الرئيس في خانة الحقودين حينما قال:«علينا مكافحة ثقافة الحقد وبهذه الذهنية لن نذهب بعيدا، فنحن أمام رهان تنمية وتطوير البلد وواجبنا ألا ننشغل عن مسؤولياتنا تجاه الوطن"، في إشارة إلى تحويل اهتمام الرأي العام كله حول مرض الرئيس “بينما هو في صحة جيدة ويتعافى". ليعود منتفضا في قوله:"أنا وزير أول وعندما أقول الرايس راه مليح معنتها راه مليح.. شفتني كذّاب أنا ألعن آ..". وربط عبد المالك سلال المكذبين للرواية الرسمية لمرض الرئيس بوتفليقة بجهات وراء البحار، فقال:"عندما يأتيهم نبأ من تلفزيونات وراء البحار يعتبرونه قرآنا ولما نتحدث معهم نحن يكذبوننا".. وبدا الوزير الأول غاضبا بشدة عند قوله ذلك، وبدت عليه علامات أسى عميق لفقدان الثقة في تصريحات رسمية للدولة من طرف المشككين، مضيفا:"لا ينبغي أن نشكك في بعضنا البعض". وأسر مصدر من الحكومة ل"الجزائر نيوز" حول وضع الرئيس، أن عبد العزيز بوتفليقة “يقضي يومه خلال فترة النقاهة بإقامة بمركز الراحة بين الحدائق، فقد خرج من المستشفى ولم يبق أمامه أي إجراء علاجي عميق". وأضاف بخصوص المستقبل السياسي للرئي:"المحدّد الوحيد للعهدة الرابعة اليوم، هو صحته، وإذا كان مقتنعا أنه لم تعد له القوة لإتمامها فإنه لن يغامر بنفسه، وفي حال اقتنع بالعكس فإنه سيقرر". مضيفا:"البعض يعتقد أن هناك من يقف إلى جانب الرئيس من الوزراء وليس مطلعا على وضعه الصحي، فالمواقف تتخذ بناء على معطيات صحيحة". أما عن لقاء سلال بالمجتمع المدني في باتنة، فقال الوزير الأول:"كان لولايتكم ومنطقة الأوراس عموما دور تاريخي كبير في تقرير مصير الجزائر إبان ثورة التحرير، وإذا كان أجدادكم قد لعبوا دورهم التاريخي فدوركم أنتم أن تساهموا في تنمية بلدكم"، مضيفا:"الفرصة التاريخية الجديدةلباتنة موجودة وعليكم فقط اغتنامها، ونحن من ورائكم بالإمكانيات نشد على أيديكم ونؤازركم".