آخر يوم من الأسبوع الثاني للنشاطات الثقافية لفضاء ''ألف نيوز ونيوز'' كانت سهرة أمازيغية بعرض فيلم ''نهاية الجن''، فيلم قصير مدته 22 دقيقة، سيناريو وإخراج شريف عقون، إنتاج الإذاعة والتلفزة الوطنية سنة ,1990 بطولة أحمد فلاق والطفل نجيم مقران، تصوير أحمد ساعد، تركيب راشد زيات وموسيقى مالك لماش· قصة فيلم ''نهاية الجن'' يروي الفيلم جانب من السيرة الذاتية لطفولة المخرج شريف عقون، التي جسدها طفل يبلغ من العمر ست سنوات، يحاول اكتشاف العالم الخارجي انطلاقا من حكايات وتخاريف كان يسمعها من الكبار، الذين صوروا له أن الجن حاضر مع الإنسان في جميع تصرفاته وحياته اليومية، لذا يجب أن ننتبه ونراقب تصرفاتنا، فبعد الأكل يجب أن نغسل الأيادي ونحمي أكلنا لأن الجن يأكل معنا··· حيث أصبح ذلك الطفل بنظرته البريئة ينظر إلى كل ما حوله نظرة خوف ورعب من هذا الجن، حتى المجاهدين أصبح ينظر إليهم على أنهم نوع من الجنون الذين يقومون بعملياتهم في سرية تامة ثم يختفون دون أن يمسك بهم أحد، لأن الجن -حسب مفهومه- لا يمكن لأحد أن يمسك به أو يراه··· حتى العادات والتقاليد الاجتماعية لقرية ''تادارت أوفلا'' أو القرية العليا ببجاية، فإن الجن يلعب فيها دورا كبيرا، فهو الذي ينظم حياتهم اليومية ويوزع أكلهم ومشربهم ويقيم أفراحهم، وهو المتسبب في أحزانهم أحيانا· مناقشة الفيلم بعد نهاية العرض فتح المجال للنقاش الذي انصب حول الظروف التي تم فيها التصوير باعتباره أول فيلم أمازيغي تم إنجازه بإمكانيات بسيطة وبالاعتماد على فريق شاب تنقصه الخبرة اللازمة لصنع فيلم روائي طويل، ومن ثم فضّل المخرج أن تكون أول تجربة قبل خوض مجال الأفلام الطويلة، اعتبارا وأن الفيلم القصير هو خطوة أولى ومهد الفيلم الطويل، كما سجل الحضور نقطة إيجابية كبيرة للفيلم، وهي الصورة الشاعرية الخفيفة التي اعتمدها المخرج، فكان ناجحا· قراءة الفيلم أهمية الفيلم ونجاحه من الناحية التقنية، تكمن في بساطته وعدم اعتماد المخرج على ديكورات كبيرة ومعقدة، حيث أن الديكورات كانت بالاعتماد على المناظر الطبيعية الرائعة لقرية تادارت أوفلا ببجاية· كما يلاحظ الاعتماد الكبير للمخرج على الصورة المعبرة والتي تغني عن الحوار في الكثير من الأحيان، فرغم أن الفيلم باللغة الأمازيغية، إلا أنك تستطيع فهمه إذا كنت لا تتقن أو تجهل تماما هذه اللغة· المخرج حاول قدر المستطاع أن يوصل رسالة إلى المتلقي، مفادها أن المجتمع يجب أن يبتعد عن الخرافات والأوهام، فالجن ليس له أي تأثير في حياتنا، فله عالمه الخاص التي تحكمه قوانين معينة، رسالة أخرى موجهة للآباء لا تربوا أولادكم على الرعب والخوف والأساطير ربوهم على المنطق والخيال الذي يعطي صورة جمالية للمنطق·