جمعت "الجزائر نيوز" بعض التصريحات التي أدلى بها مشاركون في الملتقى الوطني حول الاتصال المؤسساتي، الذي انعقد مؤخرا، بإقامة الميثاق بالعاصمة، وأدلى بها مختصون ومسؤولو ومدراء خلايا اتصال في هيئات رسمية. وقد تضمنت هذه التصريحات التي تم تضمينها في مداخلات خلال هذا الملتقى، وعلى هامش الأشغال أيضا، مقاربات حول الاتصال المؤسساتي فضلا عن الجهود التي قامت بها مثل هذه المؤسسات في مجال الاتصال مع المحيط: لقد قمنا بمجهودات كبيرة حول ما يتعلق بالاتصال الداخلي وذلك من خلال التدريبات والتكوينات، كما استقدمنا أحسن الخبراء في الميدان لأننا نعتقد أنه حتى يمكن تقديم خدمات خارج الجهاز فإنه ينبغي أن تكون الخدمة جيدة في الداخل أولا. خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية 2013، سجلنا التعامل مع أكثر من ألفي بيان تم نشرها عن طريق الرسائل الالكترونية، والمديرية العامة للأمن الوطني متجهة حاليا نحو ما يعرف بالإدارة الالكترونية فضلا عن كوننا أنشأنا في فيفري من السنة الجارية 2013، ما يعرف بمنتدى للأمن الوطني، وهناك آفاق مستقبلية لإنشاء إذاعة الأمن الوطني، حيث سنمضي قدما في تحقيق هذا الهدف. النظام الإعلامي والإتصالي مرتبط دائما بالنظام السياسي، والنظام الاتصالي عندنا من الصعب أن يتحرر. أحيانا الحكام لديهم نية حسنة من ناحية الاستراتيجية في هذا المجال ولكن من دون أن يستطيعوا في نهاية المطاف تحقيقها في الميدان. هناك ست مراحل تشكل التطور التاريخي للاتصال المؤسساتي في الجزائر، أولها من 1962 إلى 1965 التي كان فيها الاتصال المؤسساتي في خدمة السياسة كليا، ثم مرحلة 1965 إلى 1969 التي كان فيها الاتصال المؤسساتي في خدمة التصحيح الثوري، ومرحلة 1970 إلى 1979 كان فيها الاتصال المؤسساتي في خدمة التنمية الاقتصادية والثورات الثلاث الزراعية والصناعية والثقافية، ثم مرحلة 1980 إلى 1989 التي سخر خلالها الاتصال المؤسساتي في خدمة الدولة، قبل الوصول إلى مرحلة 1990 إلى 1999 التي عاش فيها الاتصال المؤسساتي على وقع العشرية الحمراء، قبل أن نصل إلى المرحلة الحالية من 2000 إلى 2013، حيث كان الاتصال المؤسساتي في خدمة النمو مع عودة الاستقرار وتعاظم القدرات المالية للدولة، غير أن الاتصال المؤسساتي في هذه الفترة كان هجوميا ولكنه غير منظم. غالبا ما تكون هناك اتهامات من جانب المسؤولين للصحافة ولكن الفشل هو فشل هؤلاء المسؤولين المتصلين، حيث يريدون رمي العجز والفشل على الصحفيين. عند الحديث عن تنظيم اتصال الأزمات، فإن السؤال الأول المتبادر إلى الأذهان هو هل ينبغي إعلام المواطنين أم لا؟ وبحكم التجربة فإنه من الأحسن إعلامهم. إن اتصال الأزمات ينبغي أن يكون اتصالا منظما ونحن نشهد ميلاد اتصال يتضمن الحديث عن المخاطر. لا يمكن الحديث عن مخطط اتصال إذا لم يكن هناك خدمة ذات نوعية، وهناك مخططات خاصة نعلن عنها من خلال الصحافة حتى يحس المواطن بالأمان وذلك مثل المخطط الخاص بالامتحانات وكذا المخطط الخاص بموسم الاصطياف، وهذه المخططات هي مخططات عمومية قبل أن تكون مخططات أمنية. إن الدرك الوطني مؤسسة تنفذ مهمة دائمة للوقاية فضلا عن الردع وذلك زيادة على دورها في مجال النشاطات التحسيسية الجوارية من الآفات الاجتماعية وهي تتجسد في جانب منها، في الفرق المكلفة بحماية الأحداث لا سيما في المدن الكبرى، وهدفها الأساسي هو الوقاية والتحسيس بصفة مستمرة. لا بد من إيجاد التوازن بين الحرية والأمن، أحد استراتيجيي "البنتاغون" يقول إنه لا نسيطر على كل شيء بالنظر إلى وجود قراصنة معلوماتية. بالنسبة لمن يتحدث عن الصحفيين، فإنهم سوف يصلون يوما إلى البلديات من أجل العمل فيها في ميدان الاتصال، هذا بالنسبة للإطارات الذين هم قادمون حتما وسيأتي اليوم الذي تصبح فيه البلديات لديها خلايا اتصال والصحفيين الخاصين بها مثلما حدث مع بلدية "حجرة النص". كان هناك على مستوى الاتحاد الأوروبي عام 2003، ما يصل إلى 400 مركز إعلامي أوروبي يوفر الدعم لمن يكتب عن أوروبا. نحن نهدف إلى تحسين التواصل مع وسائل الإعلام التي تعتبر أهم من شريك ويمكن من خلالها إرسال رسائل الوقاية والتقليل من الحوادث، وأيضا عند حدوث الكوارث. نحن ننتظر من الملتقى تطوير بعض الأفكار وتطوير التواصل بين المؤسسات وبين الإعلام. نحن كشريك فعال لدينا دور وقد أدخلنا منذ سنة 1999 ما يعرف بإدارة الإعلام في أوقات الكوارث، والعمل على التقليل من حدة الكوارث من خلال وسائل الإعلام.