حذّر رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري، يوم أول أمس الخميس، من أن لبنان يقترب مما وصفه بحافة الخطر الوجودي، وشنّ هجوما عنيفا على حزب الله. وقال الحريري - الذي يتزعم أكبر كتلة نيابية ويعيش خارج البلاد - في رسالة إلى اللبنانيين، إن ما يواجه لبنان في المرحلة الراهنة يقترب من حافة الخطر الوجودي، ويهدد رسالة لبنان وقيم التنوع الثقافي والمذهبي في العمق. وأضاف "أشد ما أخشاه حيال الأوضاع التي تواجه لبنان وإصرار جهة سياسية بعينها على عسكرة إحدى المكونات الرئيسية في البلاد وإخراجها عن طوع الدولة وتوريطها في مهمات انتحارية، أن يقع لبنان بكل مجموعاته الطائفية فريسة الضياع في صراعات أهلية ومذهبية، دون أن نجد مَن يعيننا هذه المرة من الأشقاء والأصدقاء، على لملمة الجراح وركام الجنون الطائفي، أو أن يقع لبنان مجدداً فريسة السقوط في مشروع مريب من مشاريع الهيمنة الخارجية بعد أن تحرر في انتفاضة العام 2005 من هيمنة النظام الأمني السوري". واعتبر الحريري أن المنابع الحقيقية للخطر باتت تكمن في النسيج السياسي للبلاد، حيث استطاع حزب الله أن يقتطع منه مساحة كبيرة تحولت - بفعل الدعم الإيراني غير المسبوق وعلى مدى أكثر من عشرين سنة - إلى قوة عسكرية وأمنية تمادت في فرض آليات عملها على الشأن العام، وعلى السياسات العامة للدولة ومؤسساتها الدستورية. كما اتهم الحريري حزب الله بأنه يضع المصير الوطني مرة أخرى أمام منعطف خطير، وأنه قرر من طرف واحد أن يخترق كل الأصول والقوانين والقواعد التي ترعى الحياة الوطنية بين اللبنانيين، فأعطى نفسه - كحزب وكمجموعة طائفية مسلحة - حقوق الدول في اتخاذ القرارات المصيرية، دون أن يقيم أي اعتبار لحساسيات المجموعات التي يعيش معها والتي تشكل بالحد الأدنى من القواعد الشعبية أكثر من 50% من الشعب اللبناني، فضلاً عن استقوائه غير المسبوق بفائض القوة المسلحة التي يمتلكها. وقال إن الركون إلى مشروع حزب الله بهذا الشكل يعني بكل بساطة أنه لن تقوم أي قائمة للدولة اللبنانية في يوم من الأيام، وأن هذه الدولة ستبقى رهينة الحزب ومن فوقه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإلى أبد الآبدين. كما نفى الحريري أن يكون حزب الله جيشا للدفاع عن الشيعة في لبنان، لأنه في هذه الحالة يضع الطائفة الشيعية بالجملة في مواجهة كل الطوائف اللبنانية، ولكنه رأى أنه قد يصلح أن يكون جيشا للدفاع عن (الرئيس السوري) بشار الأسد أو جيشا للدفاع عن مصالح إيران وبرنامجها النووي. كما نفى أن يكون الحزب صالحا للدفاع عن لبنان بعد اليوم، أو للدفاع عن الشيعة وأمنهم واستقرارهم ومصالحم في لبنان والعالم العربي وكل العالم.