لماذا لا تستقطب أزمة الأرندي اهتمام السلطة مثلما تستقطبه في الأفلان رغم أنه يسمى حزب السلطة؟ في الواقع لا أريد الحديث عن حزب آخر أو مقارنة الحزب الذي أنتمي إليه بحزب ثان، فالأرندي جاء في ظروف يعرفها الجميع كانت تمر فيها الجزائر بأزمة حقيقية، فالتأم فيه المخلصون والوطنيون والأحرار والصامدون، فتقوّى الحزب وتقوّى تمثيله خلال 16 سنة من النشاط، فسموه ما شئتم، لكن الأمر الوحيد الذي لا يُمكن تغييره هو أنه لا أحد يستطيع إزالة الأرندي من الحياة السياسية، فهو حزب تظهر قوته في الأزمات التي تمر بها البلاد. أما اليوم فنحن بصدد التحضير لمرحلة جديدة، وتسير العملية بشكل جيد للغاية في كل الولايات، وسنعكف على إعادة تقييم مساره وإشاعة أجواء التنافس بالداخل. لكن ألا يُزعجكم أن السلطة لا تكترث بالأرندي بقدر ما تكترث بالأفلان، فهناك من يقول إن ذلك مؤشر على أن الأرندي مُقصى من حسابات المرحلة القادمة؟ الأرندي حزب قوي وثابت ومنتصر في كل الولايات ويحظى بمكانته من طرف السلطة والمتعاطفين معه والمتتبعين لشأنه، لذا فحزب مثل حزبنا ينبغي أن يخضع لتقييم موضوعي. أما القول أنه لن تكون له مكانة سياسية في المستقبل فهذا خطأ، لأن مكانة الحزب انتزعها المناضلون. هل توافقين الرأي القائل إن رحيل أويحيى من على رأسه جعل أسهمه السياسية تهوي؟ الأرندي يفتخر بكل كفاءاته وإطاراته، وأحمد أويحيى هو أحد تلك الإطارات، ولكن اليوم نحن أمام مرحلة جديدة تتمثل في لم الشمل، وموعدها هام للغاية بالنسبة لنا، لأننا سنُثبت خلاله بأن الأرندي لايزال رقما مهما في الساحة السياسية في المراحل القادمة.