صرح والي تيزي وزو "عبد القادر بوعزغي"، أن المشاكل العديدة التي تنخر قطاع الصحة بالولاية، ليست نتيجة غياب الإمكانيات والهياكل الاستشفائية، وإنما هي نتيجة حتمية لتهرب المشرفين على تسييره من تحمل المسؤولية المسندة إليهم إضافة إلى غياب التنسيق فيما بينهم، مضيفا أن القطاع استفاد خلال البرنامج الخماسي من ميزانية مالية جد معتبرة قدرت ب 15 مليار دج والتحجج بغياب الإمكانيات غير مبرر. وحسبما أشار إليه والي تيزي وزو خلال إنعقاد المجلس التنفيذي للولاية، الخميس الفارط، والذي خصص لتشريح قطاع الصحة، فإن المشاكل العديدة التي يشهدها القطاع لا تعود أساسا إلى غياب الإمكانيات والوسائل سواء تعلق الأمر بالهياكل الاستشفائية أو العنصر البشري أو التجهيزات الطبية، وإنما ذلك ما هو إلا نتيجة حتمية لغياب سياسة تنسيقية محكمة ما بين مسؤولي القطاع الذين -بحسبه- يتهربون من تحمل المسؤولية المسندة إليهم وكذا عدم استغلال السلطة "المال موجود، التغطية الصحية بالولاية بلغت 96 بالمائة، المشكل إذا أين هو؟، إنه يكمن في غياب التنسيق"، مضيفا "إننا نشعر بنقص التنسيق وغياب المسؤولية". حيث دعا كل من مدير الصحة "قاسب مصطفى" وكذا المدير العام للمستشفى الجامعي "زيري عباس" إلى تحمل مسؤوليتهما ومراجعة سياستهما التسييرية، مشددا أكثر على مدير القطاع بحكم أنه تم تعيينه حديثا بالولاية وعليه تحمل مسؤوليته كما يجب. وفي هذا الصدد فند الوالي الإحصائيات المقدمة من طرف مدير المستشفى الجامعي الذي أكد أن مؤسسته الاستشفائية تبقى عاجزة أمام الحالات الوافدة عليها المقدرة خلال هذه السنة ب 100 ألف حالة، قائلا إن الاحصائيات الرسمية تشير إلى تواجد أقل من 3200 حالة في 2012، وأن الرقم تقلص في هذه السنة "فمن أين أتت الحالات الأخرى". ومن جهة أخرى أكد "قاسب مصطفى" أن تيزي وزو سجلت معدلا في نسبة التغطية الصحية قدر بطبيب أخصائي واحد ل 1622 نسمة، وهو أحسن من ذلك الذي أقرته المنظمة العالمية للصحة المقدر ب أخصائي واحد ل 200 ألف نسمة. كما تطرق إلى نسب تقدم وتيرة أشغال إنجاز المشاريع المبرمجة بالولاية، مصرحا بأن أشغال إنجاز مركز مكافحة السرطان على مستوى مدينة ذراع بن خدة متوقفة منذ فيفري 2013، مضيفا أن هناك لجنة وزارية ستحل غدا الأحد من أجل رفع أمر وقف الأشغال للمؤسسة المكلفة بإنجاز المشروع الذي يعد كشرط أساسي لبعث المشروع من جديد. كما ءأضاف أن مركز حقن الدم بعاصمة الولاية سيدخل حيز الاستغلال الأسبوع المقبل. مؤكدا على أن مركز مكافحة الإدمان على المخدرات يشهد وتيرة إنجاز جيدة قدرت نسبة تقدم أشغاله ب 75 بالمائة. ومن أجل احتواء كافة المشاكل المطروحة وكذا بهدف رفع العوائق التي تطغى على القطاع، اقترح الوالي عقد اجتماع أسبوعي فيما بين مسؤولي القطاع لتعزيز التنسيق بينهم، فضلا عن تأسيس مستشفيات حديثة وتعزيز المتواجدة منها بإلامكانيات اللازمة على مستوى 3 جهات من الولاية على غرار مدينة ذراع الميزان، عزازقة، أزفون، كما صرح بأن المركز الاستشفائي الجامعي الذي تدعمت به الولاية ضمن البرنامج الوزاري الجديد الذي ينص على إنجاز 10 مراكز جديدة على المستوى الوطني، تم اختيار أرضية المشروع الخاص به وكذا المؤسسة التي ستتكفل بإنجازه والأموال موجودة ومن المنتظر الشروع في إنجازه بداية السنة القادمة. أكد مدير الصحة بتيزي وزو "قاسب مصطفى" أن مديريته قررت تشكيل لجنة تحقيق داخلية مشكلة من ثلاثة أطباء أخصائيين وذلك للكشف عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء وفاة إحدى النساء الحوامل بالعيادة الأسبوع الماضي، وهي اللجنة التي ستباشر مهامها في أقرب الآجال، مضيفا بأن مثل هذه الحالات ممكنة في أغلبية الأحيان، حيث أن حالات الوفيات للنساء والرضع بالعيادة قدرت 24 بالمائة في 100 ألف ولادة، وهو المعدل الذي اعتبره عاديا مقارنة بالدول الأخرى، موضحا أن في 2011 تم تسجيل 11 حالة وفاة من أصل 11 ألف حالة استقبلتها العيادة، في حين أن خلال هذه السنة تم تسجيل 10 حالات وفيات فقط. من جهته ألح المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي محمد نذير، على ضرورة إيفاد هذه اللجنة إلى عيادة صبيحي بحكم أن الأخيرة حولت المستشفى إلى مصلحة لحفظ الجثث بسبب لامبالاة مسؤوليها. وفي دفاعه عن نفسه، كشف مدير عيادة صبيحي "امرار محند" عن أن عيادته مستهدفة من بعض الأطراف، مؤكدا على أن الغيابات التي يتحدثون عنها هي ضرب من الخيال مفتعلة ومتعمدة، وذلك من منطلق أن العيادة تجري يوميا ما يعادل العشرات من عمليات الولادة القيصرية، كما أضاف أن مؤسسته تقوم بتحويل حالة واحدة كل 30 يوما إلى المستشفى الجامعي. وفي هذا الصدد اقترح تشكيل لجنة مختلطة لدراسة كل الحالات التي سيتم تحويلها مستقبلا من عيادة صبيحي. كشف "قاسب مصطفى" مدير الصحة بتيزي وزو لدى استضافته على أمواج الإذاعة المحلية، عن أنه تم تسجيل عدة تجاوزات خطيرة بقطاعه خصوصا فيما يتعلق بمشكلة نقص الأدوية في الوحدات الصحية الجوارية، حيث أنه تم العثور مؤخرا على شحنة كبيرة من الأدوية مخبأة في الوحدة الصحية بواسيف، وأكثر من ذلك، فإنه تم أيضا العثور على ما يعادل ثلاث شحنات كبيرة من الأدوية بالوحدة الاستشفائية الجوارية بمدينة ذراع بن خدة، مؤكدا على أن مديريته ستتخذ الإجراءات اللازمة ضد مرتكبي هذه الممارسات. وفي السياق ذاته، واصل حديثه قائلا فيما يخص نقص بعض أصناف الأدوية، إن الأدوية متواجدة بوفرة وإنما "المشكل يكمن في غياب المسؤولية وفي قاعدة اختيار المسيرين". وفي هذا الصدد، أشار إلى أن حركة تغييرية مرتقبة سيشهدها القطاع خلال الأيام القليلة المقبلة. حيث من المنتظر أن يمس مديرة مستشفى الأربعاء ناث إيراثن التي سيتم تحويلها إلى منصبها الأصلي بالمستشفى الجامعي، إضافة إلى مدير الوحدة الصحية الجوارية بذراع بن خدة "EPSP"، كما أعلن أنه من غير المستبعد تعيين رئيس مصلحة التجهيزات كرئيس مشروع مركز مكافحة السرطان بمدينة ذراع بن خدة. هذا وأشار قاسب إلى أنه قام مؤخرا بسحب ملفات كانت مخبأة على مستوى مديريته لأسباب تبقى مجهولة، تخص صفقات من أجل 11 حصة لتجهيز مستشفى ذراع بن خدة وبالفعل تم عرض المناقصة في الجرائد الوطنية بتاريخ 29/09/2013.